"من كتابي تعلّم": توزيع الكتب المدرسية مجاناً في ساحة التل
"من كتابي تعلّم": توزيع الكتب المدرسية مجاناً في ساحة التل

أخبار البلد - Tuesday, September 14, 2021 6:54:00 AM

نداء الوطن

مايز عبيد 

مع دخول موسم دراسي جديد؛ وما يحمله هذا العام من صعوبات وتحديات أمام الأهالي والتلامذة والطلاب، لجهة تأمين الأقساط والكتب والقرطاسية وأجور النقل، تعيش العائلات الطرابلسية والشمالية حالة من الضيق الكبير والخوف على المستقبل والمصير.

كيف لا، وشهر أيلول موعد انطلاقة الموسم الدراسي والشروع في تحضيراته، يضع الأهالي أمام سؤال كبير تصعب الإجابة عليه: من أين نؤمن كل هذه المتطلبات في هذه الظروف الراهنة القاسية اقتصادياً واجتماعياً؟

بموازاة ذلك، فإن أي مبادرة قد تحصل للتخفيف عن الناس من شأنها أن تبلسم ولو باليسير نفوس الأهالي وتطمئنهم، سيما وأن كثيرين منهم في أوضاع اقتصادية صعبة وضائقة معيشية قاتمة، في حين ينتاب الخوف قلوب أبنائهم من فرضية استحالة دخولهم المدارس هذه السنة لصعوبة هذا الأمر.

بعد ظهر الخميس الماضي وفي ساحة التل في مدينة طرابلس، لفت نصب عدد من الشباب والشابات خيمة واسعة والجلوس تحتها ونشر ما لديهم من كتب لترتيبها على الطاولات. تظن للوهلة الأولى أنهم عبارة عن مجموعة لديها مطلب معين وقررت الإعتصام لأجله. لكن عندما ترى كمية الكتب ستشعر بأن هناك أمراً آخر. فمن هم هؤلاء؟ وماذا يفعلون هنا؟

هم من فريق رابطة طلاب لبنان الذين ينظّمون حملة لتوزيع الكتب بالمجان على الطلاب غير القادرين على تأمينها، في حملة اسمها "من كتابي تعلّم"، وذلك للسنة الخامسة على التوالي. ويقول رئيس رابطة طلاب لبنان عمر هرموش الذي التقيناه في خيمة الحملة لـ"نداء الوطن": "إن حملة من كتابي تعلّم تقام هنا للسنة الخامسة في ساحة التل، كما تنظّم أيضاً في مناطق لبنانية أخرى. وخلالها نجمع الكتب من الطلاب والأهالي والتبرعات، وكذلك من طلاب الرابطة، ثم نعيد توزيعها بشكل مجاني على الطلاب والطالبات والتلامذة المحتاجين لها، من صفوف الأول ابتدائي وحتى صفوف الثالث الثانوي". وأضاف: "من المقرر أن نبقى هنا لمدة أسبوع وعلى مدار 24 ساعة، من أجل محاولة إفادة أكبر عدد من الطلاب والطالبات في مدينة طرابلس وجوارها".

وتوفّر الرابطة الكتب لحملتها أيضاً من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، وفي هذا الصدد يقول هرموش: "نحن نتواصل مع التلامذة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي والإعلانات الدعائية التي توضع للحملة، وهناك من يكون قد ترفّع إلى صف جديد، فيأتي إلينا بكتب السنة الماضية ويحصل في المقابل على كتب السنة الجديدة. ويتخلل الحملة ايضاً نشاط لتوزيع القرطاسية وكذلك دفع رسوم التسجيل لعدد من الطلاب بحسب الإستطاعة والإمكانات".

الحملة ستشهد من المؤكد إقبالاً واسعاً، فمن خلال الحديث مع شبابها وشاباتها تشعر بأن هناك أشخاصاً ما زالوا يفكّرون بالعائلات ويشعرون مع عذاباتها ويحاولون مساعدتها. فالموسم الدراسي على الأبواب، وانطلاقته ستكون صعبة جداً هذه السنة. فعدا عن الأقساط المرتفعة والتي سترتفع هذا العام، أسعار الكتب هي الأخرى ارتفعت وكذلك القرطاسية وأجور النقل، هذا إن لم نتحدث عن صعوبة تأمين الملابس وغيرها الكثير من الحاجيات. فأي حملة تشهدها طرابلس ومناطق الشمال للتخفيف عن الناس في هذه الأوقات العصيبة هي أكثر من ضرورية، لا بل ملحّة للغاية.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني