سألت «الجمهورية» مرجعاً مسؤولاً حول مستجدات الملف الحكومي فقال: «انا لا اتبنّى أيّ منطق يقول انّ ايجابيات تعتري ملف التأليف، واكثر من ذلك، كلّ حديث عن مثل هذه الإيجابيات التي شهدناها في الايام الاخيرة على الاقل، هو حديث مشكوك او بمعنى ادقّ، حديث مشبوه، القصد منه التعمية على مكمن التعطيل».
وأضاف المرجع: «معلوماتي الأكيدة أننا ما زلنا مطرحنا، وانا شخصياً لست أركن الى اي حديث عن ايجابيات. فلقد اكتويت بالحليب مرّة عندما صدّقت، ولست في وارد ان يكويني الحليب مرة ثانية. فلقد صار الكذب على الناس صفة ملازمة لمن يدّعي زوراً حرصه عليهم. فمن الأساس اعتقدنا أنّ ما آل اليه حال البلد والناس سيحمل معطّلي التأليف على الشعور بالمسؤولية والوقوف مع الناس وتسهيل تشكيل الحكومة. ولكننا مع الاسف كنّا مخطئين».
وكشف المرجع المسؤول: «انّني قلت لمن يعنيهم الأمر انّ الايجابيات لا يبنيها الوسطاء او سعاة الخير مهما كانت نياتهم صادقة، بل يبنيها الشريكان في تأليف الحكومة، وبالتالي كل حديث عن ايجابية اعتبره بلا اي معنى طالما انّ خط التواصل المباشر مقطوع بين عون وميقاتي. وفي رأيي، انّ عليهما ان يوقفا هذه الدوامة، ويلتقيا ويحسما الامر، إما حكومة او لا حكومة. فالناس قرفت من «لعبة ولاد زغار عم يتخانقوا على الطابة»، ولم تعد تعنيها كل هذه الولدنات».
واكّد المرجع: «اننا اصبحنا نستحي من أنفسنا، وآن الاوان لوقف هذه المهزلة، ولو أنّهم يسمعون ما يقوله السفراء الاجانب لطأطؤا رؤوسهم». وكشف انّ «الفرنسيين قالوا لأطراف التأليف عجّلوا بالحكومة، وكذلك فعل الاميركيون والبريطانيون والاتحاد الاوروبي وغوتيريش وكل الدّنيا، وفي النتيجة يأتي من ينقل الينا ما يدور في مجالس السفراء والديبلوماسيين الأجانب من تقريع مخجل بكذب بعض السياسيين. وتلويح متجدّد بعقوبات قاسية وملموسة بحق هؤلاء».
ورداً على سؤال قال المرجع: «نعم الثلث المعطّل هو اساس التعطيل، ثم انا اريد ان أسأل المصرّين على هذا الثلث، ارجوكم قولوا لنا ما هي أهمية هذا الثلث المعطّل في بلد كله معطّل، وأي فائدة تجنونها منه إن كانت الارض التي تدوسون عليها كلّها ركام وخراب؟».