محمد دهشة
لم يمضَ يوم واحد على اطلاق بلدية صيدا المنصة الالكترونية لتنظيم تعبئة السيارات بالبنزين بعد ارتفاع اصوات الاستياء والغضب على الفوضى وفارضي الخوات "الشبيحة"، حتى تعرضت لقرصنة منعتها من استمرار عملها، ويجري التحقيق حالياً لمعرفة ما اذا كانت عملية منظمة ومقصودة لافشالها، ام انها مجرد صدفة من هاكر عام، والموضوع بات في عهدة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية.
وأوضح رئيس غرفة إدارة الطوارئ والكوارث في بلدية صيدا مصطفى حجازي لـ"نداء الوطن" ان المنصة تعرضت لقرصنة وليس لخلل فني، "لم نعرف بعد ما اذا كانت مقصودة او مجرد صدفة، ولكنها في كل الاحوال عطلت عملها ودفعت بالمهندسين والخبراء لاعادة اصلاحها وتزويدها بالمعلوماتية، فيما وضع الامر في عهدة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الامن الداخلي الذي سيحسم الموضوع اليوم ليبني على الشيء مقتضاه".
وأكد حجازي ان "المنصة خطت اولى خطوات تنظيم عملية تعبئة البنزين، وتسجل عليها نحو 11 ألفاً و500 شخص للتزود بالمادة، وحصل بعض الخلل في التطبيق باليوم الاول، إذ إن 3 محطات من أصل 6 إلتزمت التعبئة للمواطنين وفقاً لبرنامج المنصة، في حين لم تلتزم محطتان بسبب نفاد كمية البنزين لديهما، ومحطة واحدة فضلت التعبئة لحملة البونات المسبقة الدفع واحالت المواطنين المدرجة أسماؤهم إلى محطة ثانية تابعة لها"، مشدداً على "اهمية العمل لزيادة عدد المحطات للحصول على البنزين وفقاً لطلبات المنصة، وأيضاً تعمل على تخصيص محطة للقطاع الصحي والمساعي جارية لتخصيص محطة للسيارات العمومية".
ولم يخف حجازي ان "ثمة مشاكل اخرى تعترض عملية التنظيم خارجة عن ارادة المنصة والمحطات معاً، وتعود الى عدم الالتزام بتسليم مادة البنزين نفسها وهي شحيحة، مع التأخر في فتح اعتماد البواخر وعدم الاتفاق على اي سعر، ما يشير الى ان الامور تتجه نحو رفع الدعم، بينما مادة المازوت فقدت وغير موجودة في مصفاة الزهراني باستثناء احتياط الجيش اللبناني، وثمة باخرة تنتظر التفريغ بعد فتح الاعتماد المالي المطلوب لها، ونحن نعيش اليوم ازمة، اذ انه منذ يوم السبت والبلدية لم تسلم اي كمية وهناك ناقوس خطر من المستشفيات قبل اصحاب المولدات الذين بدأوا بإطفائها تدريجياً".
وأضاف: "نعيش اليوم كارثة حقيقية وليس ازمة، مع تفشي فيروس "كورونا"، والاخطر ان الناس لم تعد تبالي كثيراً به امام سعيها الحثيث لتأمين قوت اليوم، فيما بلغت نسبة الفحوصات الايجابية التي تجري يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع في الملعب البلدي نحو 20% وهي نسبة عالية جداً، ولكن ما يطمئن في الوقت ذاته عدم حاجة المصابين الى دخول المستشفيات والا وقعت الكارثة".
يوم استثنائي
ميدانياً، عاشت صيدا يوماً استثنائياً ميّزه خلو الشوارع من السيارات والغضب الشعبي من فقدان البنزين، حيث اقفلت كل المحطات ابوابها وانتظرت آلاف السيارات دورها امامها ولكن من دون جدوى، بعدما تبين ان ثمة مشكلة في تسليم المادة، في وقت قطع فيه سائقو السيارات العمومية الطريق عند ساحة "النجمة" وسط المدينة بسياراتهم احتجاجاً على عدم تسليم البنزين واقفال المحطات ابوابها، وللمطالبة بتخصيص محطة لهم وفق المنصة، معتبرين ان ارزاقهم قطعت في ظل الازمات المعيشية والاقتصادية الخانقة.
وقال السائق محمد أبو حسن: "الازمة تتفاقم كل يوم، وكميات البنزين باتت قليلة كما الانتظار على المحطات مضيعة للوقت وحرق للاعصاب، وفتحت السوق السوداء مجدداً وقد وصل سعر الصفيحة الى 450 الف ليرة لبنانية، كيف سنعيش وكيف سيتحمّل المواطن اجرة التاكسي مع ارتفاعها بما يتناسب مع الواقع الجديد؟ انها معاناة لا تنتهي".