المصانع الايرانية جاهزة لتلبية طلب السوق اللبناني.. متى تأتي زيارة طهران؟
المصانع الايرانية جاهزة لتلبية طلب السوق اللبناني.. متى تأتي زيارة طهران؟

أخبار البلد - Tuesday, September 7, 2021 7:36:00 AM

خالد عرار - الديار 

في ١٧ ايلول 2018 توجه وفد أعلامي لبناني الى طهران تلبية لدعوة وزارة الخارجية الايرانية، ضم الوفد خمسة عشر اعلاميا واعلامية مثلوا مؤسساتهم المرئية، المسموعة، المكتوبة، و بعض المواقع الالكترونية البارزة،  وكانت «الديار» من بين المؤسسات المدعوّة.


 
استمرت الزيارة ثمانية أيام، ولكن ببرنامج ميداني مكثف، حيث تركزت جولات الوفد على معامل الأدوية الضخمة، لا سيما تلك التي تنتج أدوية مرض السرطان، و الحدائق العلمية المنتشرة في طهران و محيطها و التي تتميز ببنيانها المتطور والذي يتماشى مع المواصفات العلمية العالمية.

وبعد زيارة أي صرح دوائي، كان يُخصص المعنيين فيه وقتاً كافياً لعرض المراحل التي تمر بها صناعة الدواء، وذلك في قاعات ضخمة داخل المعمل المزودة بكافة التقنيات و التكنولوجيا الحديثة لتساهم في ترسيخ الإيضاحات و التساؤلات التي كنا نطرحها بدءاً من مراحل التصنيع الأولى وصولاً الى مرحلة تصديره الى العديد من دول شرق آسيا و غربها و الى روسيا، أوكرانيا، و جورجيا، بالإضافة الى بعض دول أميركا الاتينية.

عاد الوفد الى لبنان عارضاً مشاهداته العلمية البحتة في تقارير نشرت في الصحف و»ريبورتاجات» عرضت في حينه على القنوات المحلية أظهرت ضخامة الانتاج الدوائي وجودته المسجل بغالبيته على لوائح منظمة الصحة العالمية.

ورغم كل ما أظهرته تلك التقارير، استمرت الشوفينية اللبنانية الفارغة الفاقدة لأي منطق علمي والتي تسعى دائماً خلف المظاهر البالية  و التي آزرها جشع التجار والمحتكرين للدواء في لبنان بالتشكيك بجودة الدواء الإيراني.

الغاية من إعادة الطرح من جديد و في سياق عملية كسر القيود الأميركية الجارية في المنطقة و التي أطلقها ألامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما توجه للأميركي بالقول:» لن ندعك تقتلنا، سنقتلك قبل أن تقتلنا»، هذا ما دفع الأميركي الى التوجس حينما دعا السيد نصر الله للتوجه شرقاً، و قبل أن يرتطم رأس الأميركي بجدار الحصار الذي فرضه على لبنان وسوريا بدأ بالتراجع، و من نتائج هذا التراجع زيارة الوفد الوزاري اللبناني الرسمي أمس إلى سوريا بعد قطيعة لبنانية رسمية لسوريا لأكثر من عشر سنوات، و ذلك للطلب من الحكومة السورية استجرار الطاقة من مصر والأردن عبر أراضيها.

على ضوء ما تقدم و متابعة كسر القيود الأميركية، دعت مصادر سياسية لبنانية، حكومة تصريف الأعمال أن تسارع الى اتخاذ قرار  بتكليف وفد وزاري رسمي يضم وزراء الصحة، الصناعة، و الإقتصاد و ممثيلين عن نقابة الأطباء والصيادلة و مستوردي الأدوية و تقنيين لزيارة مصانع الأدوية في ايران المنتشرة في كافة محافظات الجمهورية الإسلامية في إيران، لا سيما تلك المعنية بإنتاج أدوية مرض السرطان و الأمراض المزمنة وباقي الأمراض، نظراً لفعاليتها العالية و أسعارها المتدنية قياساً مع أسعار الادوية التي يستوردها لبنان، و ذلك لتخفيف معاناة اللبنانيين، لا سيما مرضى السرطان الذين خرجوا منذ أيام باعتصامٍ طالبوا فيه المحتكرين بالإفراج عن أدويتهم لأن بعضهم فارق الحياة بسبب الإحتكار الناتج عن جشع التجار، وللتخفيف من قيمة الفاتورة الدوائية التي يدفعها اللبنانييون و التي تتجاوز مليار ومئتي مليون دولار أميركي، في حين كلفة الفاتورة نفسها من إيران لا تتجاوز ثلاثماية مليون دولار  أميركي. .

وتوجهت المصادر للمشككين من دون دليل علمي مقنع بجودة الدواء الإيراني وأهميته قائلا: نحيلهم للأميركيين الذين يقفون وراء هذا التشكيك و الذين هم أنفسهم طلبوا من الوفد الإيراني المفاوض في الملف النووي الإيراني أن تتوقف طهران عن تصدير الدواء الى خارج الجمهورية الإسلامية كشرط من شروط إنجاز الإتفاق النووي، لأن الدواء الإيراني ينافس بجودته كبريات الشركات الأميركية المصنعة للأدوية ولشركات الإتحاد الأوروبي، فما كان من المفاوض الإيراني إلا الرفض الحاسم مهدداً بمغادرة قاعات التفاوض، و قد ذكر وزير الخارجية الايراني السابق محمد جواد ظريف هذه الحادثة في كتابه الأخير. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني