مُقاربة دولية للملف اللبناني لتخفيف تداعيات الحصار
مُقاربة دولية للملف اللبناني لتخفيف تداعيات الحصار

أخبار البلد - Monday, September 6, 2021 6:01:00 AM

ابتسام شديد - الديار 

لم يبذل وفد الكونغرس الأميركي الذي زار لبنان اخيرا جهدا لإخفاء دوافع وأهداف زيارته، فالمواقف التي أعلنها رئيس الوفد والعديد من التحليلات الأميركية والمحلية كشفت ما دار في الاجتماعات الرسمية وراء الأبواب المغلقة.


 
العنوان العريض للزيارة ان لبنان يحتل هامشا أساسيا في أولويات الولايات المتحدة الأميركية دحضا لمقولة ان الأميركيين لا يأبهون للساحة اللبنانية وليست على أجندة مصالحهم وحساباتهم الراهنة.

الاشارة الأهم كما تسرب عن اجتماعات الوفد  ان واشنطن تتطلع الى تأليف حكومة ولا تمانع انضمام  وزراء حزب الله اليها على الرغم من الموقف السياسي من الحزب.

الدلالات الأخرى تظهر ان الزيارة تأتي بعد فترة غياب أميركي، ومع انطلاق التسابق الدولي لمعالجة الحصار على لبنان، ومع اقتراب وصول أول باخرة إيرانية الى المنطقة مما جعل الوفد يطلق وعدا  لحل أزمة المحروقات داعيا للاستغناء عن النفط الإيراني.

وفي حين وضع كثيرون الموقف الاميركي في اطار إراحة الوضع الداخلي وطمأنة حلفائهم، وربطا  ايضا بسقوط رهانات واشنطن على إضعاف حزب الله وتطويعه، رأى آخرون ان ما يجري ليس بعيدا عن رسائل أميركية واضحة المعالم والأهداف بعدم استعداد واشنطن لإخلاء الساحة اللبنانية، وهو ما انعكس بدخولها على خط تأمين استجرار الغاز والكهرباء عبر سوريا.

من الواضح كما تؤكد مصادر سياسية، ان الولايات المتحدة تريد الحفاظ على مصالحها  الاستراتيجية في المنطقة، وتسعى لإقامة توازن يقضي بعدم السماح لإيران بالاستئثار  بالساحة اللبنانية تحت عناوين فك الحصار، ولذلك فان أولوية واشنطن كما عبّر الوفد هو لدعم الجيش اللبناني واجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها.

يتحدث حلفاء واشنطن عن مراجعة أميركية بناء على أحداث ومعطيات تؤكد عدم جدوى العقوبات على لبنان، حيث أدى الحصار الى انهيار شامل  على مستوى البلاد، فيما لم يتأثر حزب الله الذي أقام شبكة أمان اقتصادية ومالية وصحية  بتداعياته. ويستند التحول في الموقف الأميركي الى المتغيرات التي تدفع واشنطن الى اعادة النظر في حساباتها الداخلية بعد ان سقط الهيكل اللبناني فوق رؤوس الجميع.

بالنسبة الى قوى الثامن من آذار، فان الموقف الأميركي ينطلق من حسابات دقيقة ومراجعة شاملة لما جرى منذ 17 تشرين 2019، وفشل مجموعات «الثورة» في ان تكون بديلا عن المنظومة السياسية، ويتحدث العارفون عن  تحوّل أميركي جذري في مقاربة الملف اللبناني، مبني على نتائج فشل الحصار الذي أثبت عقمه، مما دفع الأميركيين الى اجراء تموضعات سياسية والتوجه الى حلحلة وفتح آفاق لمعالجة أزمات النفط والكهرباء.

يُنقل عن لقاءات الوفد الأميركي ان هناك ليونة في التعاطي الأميركي مع الملف اللبناني تؤشر الى مرحلة جديدة تتضمن تخفيف الضغوط وقيود الحصار. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني