"لا نستغرب ما يحدث في بلادنا من استقرار للشر بدل الخير".. عودة: سوف نبكي على لبنان
"لا نستغرب ما يحدث في بلادنا من استقرار للشر بدل الخير".. عودة: سوف نبكي على لبنان

أخبار البلد - Sunday, September 5, 2021 1:24:00 PM

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل، قال في عظته: "لا نستغرب ما يحدث في بلادنا من استقرار للشر بدل الخير، ومن حال عدم تغير نحو الأفضل، لأن ذلك يعود إلى عدم الإعتراف بالخطأ لدى المسؤولين والحكام، وعدم التوبة، الأمر الذي يولد عدم الرحمة وانعدام المحبة وفقدان العدل, لقد غرق بلدنا في مستنقع فساد".

وتابع: "الشر والفساد متى أصابا نفسا يجعلان كل شيء سلعة تشرى وتباع، حتى الإنسان, وعدوى الشر والفساد تنتقل بسرعة أكبر من عدوى الخير والمحبة والتسامح، مما أوصل مجتمعنا إلى هذا الدرك, لذلك نناشد المسؤولين مجدداً رفض البقاء في المستنقع الآسن الذي أصبح خطرا على الجميع، والقيام بالإصلاحات اللازمة، وسلوك الطريق الذي يؤدي إلى بداية الإنقاذ, إنه واجب أخلاقي ووطني، وإلا سوف نبكي جميعا على لبنان الذي لم نحسن الحفاظ عليه وطنا لجميع أبنائه، حرا، سيدا، مستقلا عن كل ارتباط خارجي أو تدخل أو وصاية، وطنا يحتضن أبناءه، ويحفظ كرامتهم، ويؤمن لهم سبل العيش الكريم، فيخلص أبناؤه له، ويحترمون قادته الذين يحكمون بالعدل والحق، ويحافظون على دستور البلاد ويطبقونه بحذافيره دون انتقائية أو تأويل. فما يصح على الواحد يصح على الجميع، وما يتوجب على فريق يتوجب على الجميع، وما يمنع عن جهة يمنع عن كل الجهات".

وقال عودة: "الخلافات المستشرية بين أركان السلطة سببها أن ما يصح على البعض يمنع عن الآخرين, إن تبادل الإتهامات وإلقاء البعض تبعات التعطيل على الآخرين لا ينفي مسؤولية الجميع عما وصلنا إليه بسبب سلوكهم غير المسؤول، والحسابات الشخصية والمصالح".

وأضاف: "نحن في حاجة إلى رجال دولة يحسنون القيادة واتخاذ القرارات الجريئة بعيدا من التسلط والأنانية والمصلحة وتصفية الحسابات".

وتابع, "هنا أسأل مع الكثيرين: كيف ينام مسؤول وشعبه يستعطي رغيف الخبز وحبة الدواء وقطرة المحروقات؟ كيف يرتاح وشعبه يعاني الحر والظلمة واليأس، ولا يطمح إلا إلى هجرة الجحيم الذي يعيش فيه؟ كيف يهنأ له عيش وأبناء العاصمة المنكوبين ما زالوا يبحثون عن حقيقة ضائعة بين قضاء يحاول الوصول إلى الحقيقة وسلطات تعيق عمله لإخفائها؟ هل بلغ الاستهتار بأرواح الناس حد عدم الاكتراث بمصيرهم، وعدم التنازل عن المصالح والحصص من أجل تأليف حكومة قادرة على البدء بعملية الإنقاذ؟".

وختم عوده: "نتعلم من إنجيل اليوم أن الله يترك لنا ديوننا، ويطلب منا الرحمة والشفقة والعدل والمحبة نحو إخوتنا البشر، وإلا بقي ديننا غير مسدد. فعلاقتنا بالله تنتظم بحسب مواقفنا تجاه الناس, لذا، تذكروا دائمًا الصلاة الربانية التي علمنا إياها الرب يسوع نفسه والتي نقول فيها: "أترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني