محمد علوش - الديار
في مقالات سابقة تحدثنا عن عراقيل خارجية تمنع تشكيل الحكومة في وقت قريب، وهذه العراقيل لا تزال موجودة، وعلى رأسها الموقف الأميركي من التطورات التي حصلت مؤخراً وتحديداً في ملف بواخر النفط الإيرانية التي يُفترض أن تبدأ نتائجها بالظهور خلال الأسبوع الجاري، ولكن كل هذا لا يعني أن الأجواء المحلية الداخلية باتت جاهزة لإعلان الإتفاق على الحكومة.
كثيرة هي الملفات التي يتوجس منها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، من البواخر الى رفع الدعم، الى المواقف العربية والغربية من حكومته، وصولاً الى العلاقة مع سوريا، حيث يُقال أن هذه العلاقة، وتحديداً فيما يخص ملف استجرار الغاز المصري، والتيار الكهربائي الأردني الى لبنان، لا يجب أن تكون عقبة أمام ولادة الحكومة بسبب الموقف الأميركي المرحب أصلاً، والذي كان سبب إعادة فتح هذا الملف من جديد، ولو أن المطروح اليوم وما يعمل عليه اللواء عباس ابراهيم هو توجه وزراء من حكومة تصريف الأعمال الحالية الى سوريا خلال أيام لإطلاق العمل على استجرار الطاقة والغاز، ولكن بحال تم تشكيل الحكومة الجديدة، فلن تكون مشكلة قيام الوزراء المعنيين بالتوجه الى سوريا للبحث في هذا الملف.
كذلك، لا يمكن المرور ببساطة عن المشكلة المتعلقة بالحكومة والحصص وأسماء الوزراء، فرغم وجود الكثير مما يمكن أن يُقال حول العراقيل التي لا تتعلق بشكل الحكومة، إلا أنه وبحسب مصادر سياسية متابعة، فإن الخلاف بين ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون لا يزال يتمحور حول حصة رئيس الجمهورية.
تكشف المصادر أن الرئيسين عون وميقاتي توصلا الى حل مشكلة وزارة الداخلية بشكل نهائي، ولن يكون الوزير لا مروان زين ولا ابراهيم بصبوص، ولكنهما لم يتوصلا بعد إلى حل مشكلة الإسم لوزارة العدل، كما لم يُحسم بعد شكل الوزيرين المسيحيين المتبقيين، وهنا لبّ المشكلة التي دخل اللواء ابراهيم على خطّ حلّها مؤخراً.
لم يتدخل اللواء إبراهيم حاملاً وصفة سحرية، كذلك لا يمكن ربط تدخله بتسهيلات خارجية لولادة الحكومة، فبكل تأكيد أن اللواء ابراهيم لم يتدخل وفقاً لمعطيات خارجية، وهو لا يعمل بهذه الطريقة، ولم يعمل على أساسها سابقاً، وتكشف المصادر أن محاولات اللواء ابراهيم قد تنجح وقد تفشل، تماماً كما حصل معه بالسابق عندما تدخل أكثر من مرّة على خطّ العلاقة بين سعد الحريري والرئيس ميشال عون، فهو يحاول تقريب وجهات النظر هذه المرة بين ميقاتي وريس الجمهورية، ولكنه لا يملك عصا سحرية، ولا يملك حلولاً لكل العراقيل، خاصة أن التعقيدات التي تُحيط بعملية التأليف معقّدة للغاية.
يحاول اللواء ابراهيم الدفع باتّجاه التوصل الى حلول تُنهي العراقيل المتعلقة بشكل الحكومة وعدد الوزراء وأسمائهم، لكي يكون الوصول الى حكومة أسهل إذا ما توافرت كل باقي الظروف، سواء المتعلقة بملفات داخلية أو ملفات خارجية، كاشفة أن اللواء ابراهيم لن يقترح أسماء للتوزير، بل يعمل على إيجاد أرضية مشتركة بين الرئيسين لأجل الوصول الى تسميات مقبولة منهما.