جهاد نافع - الديار
كشفت تحقيقات الخبراء في مديرية مخابرات الجيش اللبناني حقيقة انفجار التليل - عكار الذي ادى الى مجزرة ذهب ضحيتها ٣٥ شهيدا وقرابة المئة جريح معظمهم ما زالوا يتلقون العلاج في مستشفيات بيروت وفي الخارج، حيث توصّل تقرير الخبراء الى ان اسباب الانفجار مرده الى ولاعة هدد بها المدعو ( ج . أ . أ ) المواطنين الذين احتشدوا لتعبئة البنزين من الخزانات التي جرى اكتشافها في ارض يملكها الموقوف ( ج . ر . أ ) وابنه ( ر . أ).
وان نتائج التحقيقات والمسح الميداني اتت ايضا بعد الاستماع الى ١٧ شاهدا من المصابين، واكد الجميع ان المدعو جرجس، وهو عم صاحب الارض، تلاسن مع الشبان الذين تجمّعوا حول الخزان وتحوّلت الارض التي يقفون عليها الى بركة بنزين، وهدد جرجس الشبان طالبا منهم مغادرة المكان وأشعل ولاعته، الامر الذي ادى الى اشتعال البنزين وانفجار الخزان، ويتلقى صاحب الولاعة هو وابنه العلاج بالعناية الفائقة جراء اصابتهما ايضا بحروق بليغة جراء المحرقة الفاجعة التي حصلت، واثر ذلك ادعت النيابة العامة العسكرية على المدعو ( ج . أ . إ ).
اما احتمال اطلاق الرصاص على الخزان فاستبعدت كليا، وبينت التحقيقات ان ثغرات الخزان ناتجة عن انفجاره، والمسح الميداني اكد خلوّ الارض والخزانات من آثار رصاص..
وتعليقا على ادعاء النيابة العامة العسكرية، اعتبر المحامي احمد شريتح، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو قريب اربعة من شهداء المجزرة من عائلة واحدة، ان الادعاء لا يرقى الى مستوى المجزرة النكبة التي حلّت بأهالي عكار والتي سقط نتيجتها أكثر من ٣٥ شهيداً حرقاً وَعشرات المصابين التّي لا تزال إصابات بعضهم خطرة وهم مُوزّعون على دول العالم، وقال انه لا يجب التعامل مع هذه الفاجعة كما لو أنها حادثة عادية، وطالب على ضوء ذلك، إحالة القضية على المجلس العدلي، الامر الذي يتطلب حشد اكبر تضامن وتعاون في عكار وعلى كل المستويات، بعيدا عن اي استثمار او توظيف للضغط بقوة لتحقيق هذا المطلب.
وفي هذا الاطار ، واثر استشهاد الجريحين من جرحى انفجار التليل حسن المسلماني وخالد حاويك من اهالي بلدة عين تنتا ، عقدت لجنة متابعة ضحايا انفجار التليل اجتماعها في مبنى بلدية عين تنتا عين اشما فسيقين ،بدعوة من رئيس البلديه السيد عبد المنعم الشيخ، بحضور رئيس اتحادي بلدياتِ الدريب الاوسط والغربي عبود مرعب واحمد كفا ، ورئيس رابطة مخاتير الدريب الاوسط مختار الكواشره خضر خضر ، ونائب رئيس اتحاد بلدياتِ الدريب الاوسط رئيس بلدية برباره عبدالله عطيه، ورؤساء بلديات البيره وخربة شار ودوير عدوبه والمجدل، وخربة داوود وبلديتي النوره ووادي الحور من اتحاد بلدياتِ الدريب الشمالي وبلال محمد واحمد كبيدات، واكد المجتمعون على مندرجات البيان الصادر عن اللجنة التي عقدت في الدوسة في ٢٠٢١/٨/١٦ وما تلاه من بيان اجتماع خربة شار.
واثنى المجتمعون على ادعاء مفوض الحكومة القاضي فادي عقيقي على المتورطين بجريمة مجزرة التليل، على ان تبقى المواد موضوع الإدعاء محط نقاش مع نقابة المحامين في طرابلس في الاجتماع التكميلي لهذا اللقاء في مبنى اتحاد بلدياتِ الدريب الاوسط قي ٢٠٢١/٨/٢٩.
وطالب المجتمعون الجهات القضائية المختصة بالتوسع بالتحقيق والاستماع الى مزيد من افادات الشهود الذين كانوا متواجدين قبل وأثناء وبعد الانفجار ، كما اكدوا على الثوابت الوطنية من خلال دعم المؤسسات الامنية فِي طليعتها الجيش اللبناني، واكمل المجتمعون منوهين بمبادرة قائد الجيش العماد جوزيف عون من خلال زيارة الجرحى العسكريين في المستشفيات ، وهذا ليس بغريب عن عماد الوطن، فنحن ننتظر مع ذوي الشهداء العسكريين القرار الحكيم الذي يقضي باعتبارهم شهداء شرف مع إنصاف الجرحى العسكريين أيضًا.
كما توجه المجتمعون بالشكر لمدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان لجهة تسيير دوريات من القوى الضاربة في فرع المعلومات لمواكبة صهاريج المحروقات الى محافظة عكار بمعدل يومين في الاسبوع، والذي أرخى ظلاله ارتياحا ملحوظا جدا لدى العكاريين،
كما نوه اللقاء بمبادرة مدير عام منشآت النفط السيده اورور فغالي لجهة زيادة كمية المازوت المسلّمة الى اتحادات بلدياتِ عكار من ستمائة الف ليتر مازوت الى ثمانمئة الف ليتر وذلك تلبية لطلب اتحاد بلدياتِ الدريب الاوسط عبود مرعب، حيث معظم الشهداء والجرحى من جراء انفجار التليل هم ضمن نطاق بلدياته.
كما ناشد المجتمعون الشركات المستوردة للنفط امداد محافطة عكار بالوقود فورًا وخاصة المحطات، باشراف البلديات والقوى الامنية على ضوء المرسوم ذات الصلة الذي صدر مؤخراً عن رئيس الجمهورية والذي ينظم الية توزيع المحروقات مما ازال جميع الموانع التي كانت تعيق هذه الشركات، واثنى اللقاء ايضا على جميع الشخصيات والفعاليات والحركات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحزبية والثوريه والشعبية التي تقدمت بالتعازي مباشرة الى ذوي الضحايا او تلك التي تقدمت بالصوت والصورة تلفزيونيا او اعلاميا او من خلال مواقع التواصل، آملين من الجميع ان يبقوا مواكبين لهذه القضية لحين جلاء الحقيقه ونيل ذوي الشهداء والجرحى حقوقهم ولحين منع تكرار هكذا حوادث مأساوية على امتداد الاراضي اللبنانية.
كما دعا المجتمعون رئيس مجلس النواب نبيه بري وجميع الكتل البرلمانية دعم مشروع القانون الذي تقدم به احد نواب المنطقه والذي يقضي باعتبار شهدائنا شهداء شرف كشهداء المؤسسات الامنية وتخصيصهم بمعاشات تقاعدية وتعويضات وكذلك الجرحى، وختامًا توافق المجتمعون على الاشادة بالبيان الأخير الذي صدر عن بلدية ومختار بلدة التليل والذي عبر عن حقيقة مشاعر الاهالي وادانتهم للفعل الاجرامي الذي أقدم عليه احد ابناء البلده،مطالبين انزال اشد العقوبات بحقه، ومن ثم أبقوا اجتماعاتهم مفتوحة لمواكبة التطورات، وترك قناة التواصل مفتوحة مع ذوي الضحايا لزوم وضعهم بكل المعطيات والاجراءات، لاسيما لجهة انجاز تأمين المستندات المطلوبة من قبل الهيئة العليا للاغاثة لحصولهم على التعويضات المالية.