لقراءة المقال كاملا عبر موقع DW اضغط هنا
سوريا التي تشتاق لها والموجودة في ذاكرتها ”ربما لم تعد موجودة اليوم في الواقع" هذا ما تشعر به الشابة السورية ياسمين مرعي عندما تتذكر بلدها. لكن حبها لوطنها لم يجعلها تفرط في أي فرصة تثبت أن المرأة السورية لا تعرف اليأس. فهي تومن بأن أي ”عالم جديد عليك بنائه من الصفر مهنيا وإنسانيا".
ومنذ أن بدأت ترحالها بين أربع دول، تحاول ياسمين من خلال عملها خلق مساحات تسعها وتسع غيرها من النساء السوريات والعربيات.
فياسمين درست اللغة العربية ولكن ظروف الحرب جعلتها تكتشف عالما جديدا لم يكن متاحا لها من قبل في بلدها. ”اعتبر نفسي واحدة من السوريين الذين دخلوا لعالم الصحافة بعد الثورة، لأننا وجدنا أنفسنا فجأة نقوم بتغطية الأحداث دون دراسة الصحافة بالضرورة حسبما تؤكد في حوارها مع موقع مهاجر نيوز.
وترى ياسمين أن بخروج الكثير من السوريين من بلادهم، تكونت مساحات أوسع للحديث بحرية بما جعل العمل الصحافي أكثر جذبا لها، ”خاصة عندما تكون منغمسا في القضايا الإنسانية ببلادك لأن حينها تشعر وكأنك تساهم في توصيل الحقيقة أو البحث عنها"، على حد قولها.
ولدى حديثها عن الرحيل من المكان الأول في قصتها، سوريا، لا تكتفي ياسمين باستخدام كلمات كـ ”الخروج" أو ”السفر". ففي عام 2012 بعد شهور قليلة من انطلاق الثورة، اضطرت الشابة السورية إلى ”الهروب"، على حد تعبيرها، من مدينة حمص عقب إلقاء القبض على والدها وشقيقيها.
وكانت ياسمين سعيدة الحظ باستعداد أصدقاء لها لاستضافتها بلا مقابل في لبنان. ولكن طوال فترة إقامتها في بيروت، لم تنشأ علاقة بينها وبين المدينة لاعتقادها أنها ستعود لموطنها بعد بضعة أيام لا أكثر، على حد قولها.
ومع تأزم الموقف في سوريا وتحول الثورة هناك إلى حرب، أدركت ياسمين أنها لن تتمكن من العودة إلى مدينتها مجددا، فقررت حينها قبول فرصة عمل في تركيا.
"المرأة تدفع ثمن ثغرات المجتمع السوري"؟
في تركيا٬ بدأت ياسمين العمل الصحفي بشكل أكثر احترافية٬ إذ أتيحت لها فرصة العمل في أكثر من جريدة ومجلة ”ضمن الموجة التي يصفها البعض بالإعلام السوري البديل"، على حد وصفها. وساهمت ياسمين هناك في تأسيس مجلة ”سيدات سوريا"، وعملت مديرة تحرير لها لخمس سنوات.
وتبرر الشابة السورية اهتمامها بقضايا المرأة ”بتجربتها الشخصية كامرأة سورية قادمة من مجتمع محافظ فيه الكثير من الحدود". وتقول ياسمين: ”لا أنتقص من طبيعة المجتمع السوري، وإنما أتحدث عن الثغرات التي تكونت نتيجة للكثير من التراكمات السياسية والدينية والثقافية. والتي ربما جعلت المرأة تدفع الثمن في التفاصيل المتعلقة بحياتها الشخصية".
وأثناء قيامها بعملها الموجه للمرأة السورية في المهجر، لاحظت ياسمين ”عدم تقدير واستيعاب البعض" للعوامل والظروف التي تدفع النساء القادمات من الريف أو الأحياء الشعبية والفقيرة أو المجموعات الأكثر تحفظا نحو عدم إكمال دراستهن أو الإنجاب بكثرة أو تقبل تعدد الزوجات أو زواج القاصرات وغيرها من الأمور. لتقرر الصحفية السورية أن تعمل على توصيل رسالة للجميع ترفض فيها ”فرض الوصاية على النساء أو اختزالهن في دائرة مغلقة"، إذ تؤمن بأنهن في حاجة فقط لمن يفتح لهن نافذة على الحياة.
من تركيا إلى لوس آنجلوس!
طموح ياسمين في دعم المرأة لم يقتصر على عملها الصحفي فحسب، بل شاءت الأقدار أن تترجم هذا الدعم على أرض الواقع. إذ لم تتخيل ياسمين أن تجد من يفتح لها نافذة جديدة في مكان آخر حيث قادتها الصدفة نحو المشاركة بورشة تدريب لمنظمة ”مراسلون بلا حدود" في تركيا، ليرشحها فريق المنظمة للحصول على منحة بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
لم تكن ياسمين تشعر بالاغتراب أثناء وجودها في تركيا لأنها كانت مرتبطة بالعمل والتواصل مع سوريين هناك طوال الوقت. ولكن بالانتقال إلى الولايات المتحدة، شعرت ياسمين بـ ”قسوة" الغربة، خاصة وأن قدرتها علي التحدث بالإنجليزية حينها كانت محدودة.
تعرفت الصحفية السورية، من خلال المنحة التي حصلت عليها، على مصممة ألمانية كانت حريصة على التعرف على سوريا. وبعد بضعة أشهر، نشأت بينهما صداقة لتعرض المصممة الألمانية على ياسمين استقدامها للعمل معها في برلين.
لقراءة المقال كاملا عبر موقع DW اضغط هنا