أشار مدير عام شركة "ستاتيستكس ليبانون" وناشر موقع "ليبانون فايلز" ربيع الهبر إلى ان اللبنانيين يتحضرون للأسوأ وكأنهم في حالة هلع وفقدوا الأمل بغدٍ أفضل وقلت اننا سنتجه للإغلاق التام في البلد منذ سنة ونصف وحتى وسائل الإعلام ستقفل لأننا متجهون إلى وضعية صعبة للغاية عندما يُرفع الدعم بشكل كامل، رفع الدعم هو الصواب ولكن كلفته ستكون كبيرة جدا على اللبنانيين فمن سيدفع مثلاً بدلات النقل وكيف ستصبح الأسعار.
ولفت الهبر في حديث لـ"صوت كل لبنان 93.3" ضمن برنامج "رح نحكي كل شي" مع الإعلامية سابين يوسف إلى انه لا حلول في الأفق ولا خطة اقتصادية واضحة في غياب الحكومة والتكليف يترنّح ووصلنا إلى حائط مسدود بالأمس والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي زار بعبدا 13 مرة وهو يبحث مع رئيس الجمهورية ميشال عون ولكن المشكلة في النظام الذي لم يعد يصلح لإدارة البلد.
وكشف الهبر ان "مصادر الرئيس عون تقول ان هناك تكتّلاً ضده وهم يرفضون إعطاءه الثلث المعطّل ويبحثون بكل اسم خوفاً من ان يؤمّن الثلث المعطّل لعون"، مضيفاً ان "الموضوع لا يتعلّق فقط بلبنان بل بالخارج والإقليم ونحن امام معضلة وهذه آخر فرصة لتشكيل الحكومة وإلا نحن متجهون للانهيار التام، ونحن وصلنا إلى مأزق حقيقي والكل على موقفه لا يستطيع التراجع والكل يتحمّل المسؤولية وهناك تخوّف من عدم تسليم السلطات، فتأملوا بلداً في العام 2023 من دون حكومة ومن دون مجلس نواب ومن دون رئيس جمهورية ومن دون حاكم مصرف لبنان".
وعن عدم تسليم عون رئاسة الجمهورية إلا لرئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، شدّد الهبر على ان طرح ان يصبح باسيل رئيساً للجمهورية سقط، فهناك أكثرية تعادي وصوله للرئاسة وهذه الاستحالة ستؤدي إلى نوع من الفراغ في ظل عدم توفر إمكانية التوافيق على رئيس جديد.
واقترح الهبر عقد خلوة في بيت الدين مثلاً وأن تضم رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف ورؤساء الحكومة السابقين ورئيس مجلس النواب ورئيس المردة ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة والحزب التقدمي الاشتراكي وكل طرف معني بتشكيل الحكومة وألا يخرجوا قبل تشكيلها.
ورأى الهبر ان "الانتخابات المبكرة ليست نزهة وقد تعقّد الأمور من خلال الحملات التصعيدية ونحن بحاجة لمجلس نواب ان يقر تقصير ولاية المجلس وأراها انتخابات الـ"لا تحالفات" وستكون هناك تحالفات مناطقية ولكن لا أرى الأحزاب الوازنة متحالفة، و"التيار الوطني الحر" أصعب طرف للتحالف معه وشعبيته تراجعت بشكل نسبي ولكنه لا يزال يتمتّع بشعبية لا بأس بها بعدد من المناطق رغم انه تراجع وسيخسر عدداً من المقاعد.
وأوضح الهبر ان "التغيير الذي سيحصل سيكون في المقاعد المسيحية أما الثنائي الشيعي فيسيطر على قاعدته الشعبية والرئيس الحريري فلا يزال الأول عند السنة رغم بعض التقدم لـ"الثورة" ووليد جنبلاط حافظ على نواة صلبة في مناطقه رغم بعض التراجع، وعلى الثورة ان تنسج تحالفات داخل الثورة وهذا ما يقويها ويجعلها قوة في مجلس النواب اما إذا بقيت الخلافات فحظوظها منخفضة.
وشدّد الهبر على اننا نتجه لإنتاج عقد سياسي جديد ولحل الأزمة مطلوب تسوية ذات طابع إنشائي جديد أن نذهب إلى نظام جديد من لامركزية موسعة او فدرالية او حتى أبعد من ذلك.
وأشار الهبر إلى ان وصول الباخرة الإيرانية ستزيد الأزمة ولن تحلها، وأمين عام حزب الله حسن نصرالله يقول ان رجال أعمال شيعة اشتروا النفظ من إيران، فهل أنشأوا شركة للاستيراد؟ هل نستطيع اليوم إذا استيراد النفط؟ وهل ستقبل الشركات المستوردة استخدام هذا النفط وهل هو موافق للمواصفات؟ نحن بحاجة لحل في مشكلة النفط ولكن شرط ان يكون الحل قانوني ومستدام واليوم لا حل سوى برفع الدعم والبطاقة التمويلية تسير إلى جنب رفع الدعم ولكن ليست بالحل الدائم.
ولفت الهبر إلى انه "مررنا بـ3 مطبّات أساسية، اولاً الأزمة النقدية اول تشرين الأول 2019، ومن ثم جائحة فيروس كورونا وثالثاً تفجير مرفأ بيروت، ونحن على بعد شهر من رفع الدعم بشكل مطلق وسنصل إلى وضع لا يستطيع المواطن ولا المؤسسات القدرة على الاستمرار، ونحن متجهون إلى إغلاق المؤسسات كافة وتراجع الناتج المحلي الإجمالي من 56 مليار دولار إلى 19 مليار في العام 2020 ومن المتوقع ان ينخفض إلى نصف ذلك هذا العام ونحن نتجه لنصبح دولة فقيرة جداً والمواطن فيها فقير جداً.
وعن رفض مثول رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب المثول امام القاضي بيطار في ملف تفجير مرفأ بيروت، ذكّر ان المحكمة الدولية أُنشئت بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري لئلا يعلو أي كان فوق السلطات القضائية وهذه هو مبدأ فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، لذا فليمثل من يمثل امام القضاء في قضية تفجير مرفأ بيروت ويُشهد للرئيس عون استعداده للاستجواب امام القاضي بيطار، وإذا لم يستطع القاضي بيطار التحقيق مع الأسماء الذي يريد استدعاءهم فسيبقى التحقيق ناقصاً ونحن على قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الشامل إذا لم يتم الفصل بين السلطات ولا أعتقد ان القاضي بيطار يقبل ان يقال انه مدارٍ من أي كان.
وختم بالقول نحن امام استفحال للأزمة وكل شيء ارتفع سعره وسيرتفع أكثر وأصبحت مثلاً كلفة نقل البضاعة أعلى من كلفة تصنيعها ونحن امام تراكم أخطاء من عدم تحرير سعر الصرف في السابق وإقرار سلسلة الرتب والرواتب رغم معارضة القوات والتيار لها وقتها ونحن مستمرون في الدعم منذ 30 سنة، على كل شيء، ونستخدم أموال المودعين لذلك، وغيرها من الأخطاء أوصلتنا إلى هنا.