الحرة
أقام رجال دين ومسؤولون من الديانة الزرادشتية في إقليم كردستان العراق، مراسم دفن خاصة بمواطن نيبالي، من الديانة البوذية، رفضت بلاده استقبال جثمانه بعد وفاته إثر الإصابة بفيروس كورونا، بحسب مسؤولة زرادشتية تحدثت لموقع "الحرة".
وقالت آوات حسام الدين، مندوبة الديانة الزرادشتية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كردستان، إن "مراسم عزاء دينية كاملة أقيمت لرجل بوذي من دولة النيبال، قبل دفنه في مقبرة مسيحية في مدينة السليمانية، بإقليم كردستان"، مضيفة أن "زوجة الرجل وابنته كانتا موجودتين خلال المراسيم".
وأضافت حسام الدين لموقع "الحرة"، إن "هذه هي الحالة الثالثة. قمنا قبلها بإقامة المراسم لسيدة بوذية، نيبالية أيضا، وشاركنا في إقامة المراسم لرجل مسلم من بنغلادش".
وما يدفع الزرادشتيين للقيام بهذه المراسم "إيمانهم بأن الإنسان يأتي قبل الديانة، وقبل المواقف السياسية"، كما تقول حسام الدين، مضيفة "كما أن الديانة البوذية قريبة من الديانة الزرادشتية".
ودفن الرجل النيبالي في مقبرة مسيحية، وأقيمت صلاة الوفاة في الكنيسة التابعة للمقبرة، وقالت حسام الدين إن رجال الدين المسلمين لم يستطيعوا المشاركة في الشعائر بسبب تعاليم دينية.
والديانة الزرادشتية هي واحدة من أقدم الديانات في العالم، والتي لم تنقطع ممارستها حتى الآن، وكانت الدين الرسمي للإمبراطوريات الأخمينية والبارثية والساسانية.
وتعد واحدة من أقدم الديانات التوحيدية في العالم، إذ ظهرت قبل 3500 سنة، وهي تعتمد على تقديس عناصر الطبيعة، وخاصة الشمس فهي لها حٌرمة عظيمة في هذا الدين، إلا إن النار أعظم شأنا، لذلك دخلت كعامل رئيسي في عباداتهم، وبيوت النار هي مراكز العبادة والتقديس لهذا الدين.
كما يسود اعتقاد بأن أتباع هذه الديانة يعبدون النار، إلا أنه وفقاً لتعاليم هذه الديانة فإن النار والماء أدوات من طقوس الطهارة الروحية.
ويتراوح عدد أتباع هذه الديانة حول العالم من 110 -120 ألف شخص.