تراها زحمة مستغربة في البداية، ففي خضم أزمة كهذه التي تمر علينا، كيف يمكن ان تتجمع هذه الكمية من المركبات أمام سوبرماركت في كل فترات النهار... تقترب أكثر من هذه الزحمة في منطقة الضبية، واذ تجد نفسك متوقفا أمام سوبرماركت Only Fresh.
المستغرب هو أعداد الوافدين، من كل الطبقات الاجتماعية، ويمكن ملاحظة الأمر من اختلاف أنواع السيارات المركونة... البعض اعتبر أن الأسعار في هذا المكان مخفضة بشكل واضح، والبعض الآخر جزم أن العروضات على الأسعار هي السبب، الا أن الحقيقة هي أن الأسعار طبيعية وكما يجب أن تكون، من دون زيادات خيالية كتلك التي نشهدها في غالبية السوبرماركات الأخرى.
هذه السياسة في التسعير المعتمدة في Only Fresh، جعلت منها مكانا يقصده اللبنانيون من مختلف المناطق، وسر التوافد يكمن في المصداقية والنزاهة بالنوعيات والجودة والأسعار، فسياسة العمل في هذا المكان ترتكز على الخطط الاستباقية للأزمات والتضحية الذاتية في سبيل الاستمرارية والنجاح.
ويمكن لرواد هذه المؤسسة أن يلاحظوا أن الماركات المتوفرة هي ماركات يمكن شراؤها لأن أسعارها تشبه واقعنا، وهذه الأمور كلها نابعة من الخبرة التي اكتسبها الأستاذ بشارة العلم، مؤسس Only Fresh على مر السنين.
أما الخضار والفاكهة، فهي من أكثر الأمور المتوفرة في السوبرماركت، والناس تتهافت لشرائها من هناك لأنها تباع بأسعار منطقية على عكس باقي المتاجر الكبرى.
سياسة "التوحش" في التسعير هي ما دفعت بالعلم لتأسيس المكان، والاستمرارية حتمية، لأن من يريد الدخول في عالم الاستثمارات الكبرى عليه أن يكون قد جهز نفسه سلفا تحسبا للمطبات خصوصا في بلد كلبنان.
لا نجاح من دون تضحية، ولا استمرارية من دون مصداقية، وبرز هذا الأمر جليا، عندما بقيت أبواب السوبرماركت مفتوحة حتى مع القفزات الكبرى لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، في حين ان غالبية السوبرماركت أقفلت أبوابها بسبب هذا الأمر.
أما وسائل التواصل الاجتماعي، فكانت ركيزة أساسية في بدايات هذا الاستثمار الناجح، وما ساعد في وصولها الى عدد أكبر من الناس كانت الرسائل التضمينية للمنشورات التي خلقت لدى الناس شعورا بأن هناك من يساندهم في محناتهم، لينقلب الأمر فيما بعد، فأصبح الناس هم من ينشرون تجربتهم المرضية في المكان على وسائل التواصل ويعبرون عن فرحهم بتجربة التسوق في Only Fresh.
كذلك، فان المصداقية في التعامل شملت البضائع المدعومة، والتي عندما كانت متوفرة كانت تباع بالكامل من دون ان يتم تخزينها او اخفاؤها عن الناس.
وفي الختام، لا بد من الاشارة الى ان هذه المؤسسة ستستمر وستتوسع لتنشئ فروعا أكثر، شركاء جدد سينضمون الى المشروع، والنجاح والمصداقية سيرافقان أعمالها طالما ان الهمّ الأساسي هو ارضاء الناس والمثابرة على الوقوف الى جانبهم، وطالما أن من وراء هذا العمل عازم على التمسك بالهدف منه.