فادي عيد - الديار
تدور عملية تأليف الحكومة في حلقة مفرغة، وفي ظل أجواء ضبابية فرضتها معطيات وأجواء داخلية وإقليمية ودولية، وفي آخر المعلومات المتداولة، أنه، وبعدما تيقّن الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، بأن رئيس الجمهورية ميشال عون يريد الثلث الضامن، واستشفّ ذلك في اللقاء الأخير بينهما، وبعد مشاورات مع «نادي رؤساء الحكومات السابقين» ومستشارين، بدأ يشعر بأن الإعتذار هو الأقرب، ولهذه الغاية أكد أنه سيُقدم على هذه الخطوة عندما تأتي الظروف المؤاتية، وذلك في حال حصلت معجزة وتشكلّت الحكومة، وبمعنى أوضح، وحتى منتصف الأسبوع المقبل، وفي حال لم تصل اللقاءات والإتصالات بين عون وميقاتي إلى خواتيمها السعيدة، فإن الإعتذار سيُحسم هذا الأسبوع. وتحدثت مصادر مقربة من ميقاتي، عن إشارات أوحت بهذا المعطى وتتمثّل بإيفاد عون مستشاره أنطوان شقير اليه على خلاف ما كان يحصل بينهما من لقاءات مباشرة وشبه يومية.
إضافة إلى ذلك، فإن نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، وعندما تحدث على هامش الجلسة النيابية العامة حول إصرار البعض على الثلث الضامن، فذلك كان مبنياً على أجواء يملكها الفرزلي، توحي بأن الإعتذار بات وشيكاً، وعندئذٍ سيدخل لبنان في أجواء سياسية محمومة تتناغم مع الوضع الأمني المكشوف والمأساة الحياتية والإجتماعية التي بدأت تُنذر بانفجار إجتماعي غير مسبوق.
في السياق، تشير المصادر نفسها أيضاً الى أن ميقاتي، قد قرأ جيداً بأن رئيس الجمهورية، ومن خلال حساباته للإستحقاقات الداهمة نيابياً ورئاسياً لا يحبّذ أن تكون الحقائب الأساسية من داخلية وعدل وخدمات في متناول «تيارالمستقبل»، وبالتالي، هو يرى أن استمرار حكومة تصريف الأعمال إلى نهاية العهد، أفضل الخيارات المُتاحة له ولـ «التيار الوطني الحر»، إضافة الى أن رئيس الجمهورية، يعتبر أن ميقاتي، يشكل امتداداً لنهج الحريري، ويسلك وفق خارطة سياسية يتمسّك بها من خلال «نادي رؤساء الحكومات»، ويماشيه في هذا الإطار الرئيس نبيه بري و»تيار المردة»، مما يُفقده السيطرة على هذه الحكومة العتيدة في مرحلة مفصلية سياسياً وأمنياً ومعيشياً، وصولا الى بيت القصيد أي الإستحقاقات الدستورية، مما يبقي الأمور تدور في إطار تصفية الحسابات بين الرئيس عون والحريري وكذلك بين العهد وبري مما يصعّب التوافق على التأليف الذي يتخطى، وفق المتابعين، مسألة الحقائب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير إن على صعيد تعيينات الفئة الأولى، والتي لها صلة مرتبطة بالإستحقاقات الإنتخابية والخدمات، بمعنى أن الرئيس عون يريد تحصين وضعية العهد والصهر أمام المواجهات المرتقبة في المرحلة القادمة، ومن الطبيعي أن هناك خيطا إقليميا ودوليا له صلة بعملية التأليف، ويكمن من خلال موقع عون القادر على الحل والربط الى دور باسيل الذي يعتبر أساسياً أيضاً، وهذا ما ظهر من خلال مؤتمره الصحافي على هامش جلسة مجلس النواب ، ويرى أحد النواب أن ما قاله قد عمّق من جرح التأليف، ودخل في خضم المواجهات التي يخوضها مع بري ومع الحريري.
وأخيراً، فإن الأيام القليلة المقبلة كفيلة بتظهير المشهد الحكومي الذي قد يحتاج إلى جولة جديدة من الحركة الدولية ليتقدم، خصوصاً وأن أسهم الإعتذار ارتفعت أخيراً على خلفية المواقف السياسية التي صدرت عن المعنيين بالإتصالات الجارية، دون إغفال أن الساحة الداخلية مفتوحة على شتى الإحتمالات بالنسبة لما يمكن أن يحصل في الشارع من غضب واضطرابات من خلال تدهور الأوضاع المعيشية، والذي سيؤثر مباشرة إذا انفجر غضب اللبنانيين الذي سينعكس على كل المسارات، وبما فيها تأليف الحكومة.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا