النووي الايراني بين إمارة أفغانستان الاسلامية والفوضى اللبنانية
النووي الايراني بين إمارة أفغانستان الاسلامية والفوضى اللبنانية

خاص - Wednesday, August 18, 2021 7:00:00 AM

كريم حسامي

بعد دقائق قليلة من دخولها ضواحي كابول الأحد  وقولها انها تنتظر "النقل السلمي للمدينة"، سيطرت "طالبان" على أفغانستان للمرة الأولى منذ 2001 في حدث مفصلي، ويُنتظر إعلانها إمارة اسلامية عقب بدء تطبيق الشريعة، خصوصاً بعد هروب الرئيس الأفغاني أشرف غني من العاصمة بطائرة أميركية محملا آلاف الدولارات وإجلاء السفير الأميركي لدى أفغانستان على رغم نفيه المغادرة وموظفي السفارات بالهيليكومتر، فضلاً عن مغادرة معظم البعثات الأجنبية، وترك الشعب الأفغاني لمصيره.

هذا السيناريو يُذكّرنا كيف دخل "داعش" الموصل واحتل أجزاء من العراق وسوريا بسرعة قياسية ومن دون قتال. لذلك، ترسل واشنطن ولندن مُجدّداً عدد من جنودها الى افغانستان لتأمين عملية إجلاء بقية الديبلوماسيين من البلاد مع سيطرة طالبان على البلد دون قتال.

يؤشر هجوم طالبان الصاعق والسريع في أفغانستان الى تحوّل في ميزان القوى في شبه القارة الهندية وإحياء التهديد الإرهابي للشرق الأوسط، على الرغم من تأكيد موسكو أن طالبان لا تشكل تهديدا على المنطقة بهدف الحفاظ على حدّ أدنى من الاستقرار عند حدودها خصوصاً بعدما غادر الأميركي الذي كان يؤمّنها، الى جانب ارسال تركيا رسائل ايجابية لطالبان.

"Domino effect"

إن عودة طالبان إلى كابول وأفغانستان ستتسبّب بنوع من "Domino effect" حيث ستجّر معها حماسة بقية المنظمات الشبيهة مع احتمال العودة الحتمية للقاعدة وربما "داعش"، ما يشكل تحدياً جديداً للعالم العربي والإسلامي وخطر على إيران وفرصة أخرى للتدخل التركي، فيما أمن إسرائيل سيتعرض للخطر مثلما قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعالون، إن سيطرة طالبان على أفغانستان ستؤثر على أمن إسرائيل على رغم بُعد المسافة.

فإذا كان العالم مستعد للتعامل مع حركة متطرفة مثل طالبان حتى لو لم يعترف بشرعية حكمها، فلماذا حارب الأميركي "داعش" ويحارب "حزب الله" على الرغم من تسليم لبنان للحزب؟

الفوضى في المنطقة

الى ذلك، يجب التذكير دائماً أن كل ما يحصل مرتبط ارتباطا عضويا، من افغانستان مرورا بايران حيث أكّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الأخيرة عجلت تخصيب اليورانيوم لديها الى نسبة قريبة من تلك اللازمة لصنع السلاح النووي، والعراق وسوريا حيث عادت الضربات الاسرائيلية وصولا الى لبنان.

في وقت أن الشرق الاوسط ينتظر استئناف المفاوضات الاميركية-الايرانية الشهر المقبل، تسوء الاوضاع في بلدانه يومياً وتتشابه. إحدى الدلائل على ذلك ان الاعتداءات التي تحصل على أبراج الكهرباء في العراق ما يؤدي الى انقطاع الكهرباء في عزّ فصل الصيف والحرارة اللاهبة جراء الشمس الحارقة، وصلت الى لبنان بعد نحو ثلاثة أشهر من بدئها في بلاد بين النهرين.

وأكّدت كهرباء لبنان انه تم الاعتداء على ثمانية محطات توليد كهرباء في مناطق عدّة ما أدى الى قطع ما تبقى من كهرباء كانت تؤمنّها، فمن يعتدي على محطات كهرباء؟ هل يريد المعتدي تأمين الكهرباء؟ طبعا لا لانه إذا أراد ذلك، لكان سرق منها الكهرباء في أقسى حدّ لكنه يرمي ما تبقى من طاقة عبر الاعتداء.

أما تخطيط حزب الله لاستقدام النفط والمازوت من ايران قريباً، فسيُسبّب مزيداً من المآسي على لبنان من دون موافقة وزارة الخزانة الأميركية مثلما يفعل العراق عند استجرار الكهرباء من إيران والحزب يدرك ذلك لكنه يتحدى المجتمع الدولي وأميركا خصوصا عندما كان رئيس الاستخبارات الاميركية وليام بيرنز في بيروت في زيارة سرية آتياً من اسرائيل، تحت حجّة مساعدة الشعب اللبناني. لذلك وعندما يطبق الحزب هذا السيناريو، ستعرقل اميركا واسرائيل هذا المسار عبر فرض عقوبات اقتصادية على البلد الى جانب قصف اسرائيل للسفن او الشاحنات التي ستحمل هذه المواد قبل وصولها الى لبنان او داخله مثلما فعلت بالسفن الايرانية الى سوريا.

الى ذلك بدأت الفوضى تنتشر وتتوسّع ويأخذ الشعب حقّه بيده بعد فترة صمت طويلة جدا، فالذهاب الى بيوت السياسيين حيث القرار السياسي هو الحل حتى لو كلّف الدماء التي ستتسبب في رحيلهم كما أتوا على كراسيهم لأن اغلاق الطريق على المواطن لن يجلب البنزين والمازوت والادوية.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني