"التيار" مُتخوّف من ثورة شعبية تطيح بالعهد على وقع الجوع والفقر!
"التيار" مُتخوّف من ثورة شعبية تطيح بالعهد على وقع الجوع والفقر!

أخبار البلد - Friday, August 13, 2021 8:43:00 AM

صونيا رزق - الديار 

لطالما وقف التيار الوطني الحر في اواخر الثمانينات، متأهباً ومدافعاً عن شعاراته ومبادئه السياسية، وعن مطالب الناس المحتاجين لنيل ادنى حقوقهم الغائبة في لبنان منذ عقود، ولطالما إعتبروا انفسهم أم الصبي في أي إنتفاضة او ثورة، وصولاً الى ثورة 17 تشرين، الذين شاركوا فيها لكنها سُرقت منهم كما يقولون.


 
هذا المشهد الخلافي بين المتواجدين في السلطة ومَن هم خارجها، أبعد « التيار» عن المشاركين في إنتفاضة المطالب المحقة، لكن رئيسه جبران باسيل عاد من جديد يوم امس وحرّك ذلك المشهد، عبر دعوة المحازبين والمناصرين الى الجهوزية، اعتراضاً على قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، برفع الدعم عن المحروقات، ما يمكن ان يخفف قليلاً من الخلاف السياسي معه، الذي وصل الى ذروته مع معظم الاحزاب والحركات الثورية، لكن ووفق معلومات، فالتيار اليوم يتجه الى سياسة مغايرة، سيبدأها بالتحرّك في الشارع دعماً للعهد ولمطالب الناس ضمن إطار شدّ العصب المسيحي، والعوني بصورة خاصة الذي تلاشى شيئاً فشيئاً، بسبب السياسات الخاطئة التي سار باسيل على دروبها، وفق مصادر نيابية معارضة، إعتبرت بأنّ التيار الوطني الحر سيحاول الإستفادة من إعتصاماته المرتقبة، لإعادة التقارب والتواصل الشعبي، في ظل رفع شعارات كبرى مرتبطة بحاجات الناس وحقوقها المعيشية.

الى ذلك تشير المصادر النيابية المذكورة، الى وجود مخاوف وهواجس لدى العهد والعونيّين، بأنّ رفع الدعم ووصول سعر صفيحة البنزين والمازوت والغاز الى اسعار خيالية، سيُشعل الانفجار الشعبي خلال ايام، لان النار تحت الرماد، وكل هذا سيؤدي الى إسقاط العهد، بسبب الفوضى العارمة التي ستعّم لبنان، جراء الجوع والفقر والقتل والسرقات، وعندها لن يستطيع احد التغلّب على الواقع المرير، او إيقاف ذلك العنف وعمليات التخريب، مع واقع مأساوي جرّاء الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة، مع ارتفاع سعر صرف الدولار بطريقة جنونية، مما يعني ثورة مخيفة لا رجوع عنها.

وعلى خط آخر، ذكّرت المصادر عينها بالسياسة التي إتبعها النائب شامل روكز، قبل خروجه من تكتل» لبنان القوي»، وانتفاضته على السياسة التي يتبعها النائب باسيل، معتبرة بأنّ روكز شكّل محطة حينها لإنقاذ الخط العوني، وإستعادته من ناحية الخطابات السابقة للعماد عون ، وكان من اول النواب الذين ايدوا انتفاضة 17 تشرين، وأملت بعودة « التيار» الى ساحات النضال التي عُرف بها، ورأت بأنّ السياسة التي يتبعها رئيسه تتموضع في اطار المصالح الخاصة، للوصول الى اهداف معينة تبدأ وتنتهي بالمركز الرئاسي الاول، الذي يطمح اليه باسيل على الرغم من انّ وصوله اليه بات من المستحيلات، في ظل ما وصل اليه لبنان من انهيارات وكوارث، بحيث لم يعد باسيل قادراً على تقديم نفسه مرجعية رئاسية، لانه ليس المرشح القوي الذي يحظى بموافقة اكثرية الافرقاء والاحزاب، فيما العكس اصبح الحقيقة الساطعة.

وختمت المصادر المعارضة بضرورة تفادي الاعظم، وما يمكن ان ينتج عن القرارات الخاطئة، التي تتخذ من دون التفكير بتداعياتها، في ظل غياب أي خطط مدروسة، وبأن يتعالى الجميع أي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وكل الافرقاء والاحزاب، ويتناسون الخلافات وتقاسم الحصص الوزارية والحقائب الدسمة والسيادية ولو لمرة واحدة، امام مشهد زوال لبنان الذي حذرنا منه المسؤولون الدوليون خلال زياراتهم لبنان لحل معضلة التشكيلة الحكومية، وسألت:» ألم يحن الوقت بعد لإنتشال الوطن واللبنانيين من سفينة الغرق التي نتقلّب فيها جميعاَ؟ 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني