هل آن اوان التفجير الامني؟
هل آن اوان التفجير الامني؟

أخبار البلد - Friday, August 6, 2021 7:42:00 AM

بولا مراد - الديار 

لا تبدو المعطيات لدى مختلف الأجهزة الامنية مطمئنة. هي تستعد بعد مرحلة من الرخاء والاستقرار الامني لتوترات واشكالات متنقلة قد ترتقي في اي لحظة الى انفجار امني موسع قد يتخذ شكل اقتتال داخلي او عدوان اسرائيلي.


 

وليس تحذير قائد الجيش من «الفتنة» في عيد الجيش وتوجهه الى العسكريين بالقول: «لا تدعوا الفتنة تتسلل إلى وطننا، ولا تسمحوا للمصطادين بالماء العكر بتحقيق مآربهم»، الا ترجمة للاشارات المختلفة التي تصل القيادة والتي جعلتها تستنفر ضباطها وعناصرها للتعامل مع اي تطورات مقبلة.


وتعتبر مصادر مطلعة على موقف حزب الله ان «الخوف هو من الانتقال لتنفيذ المرحلة الاخيرة من خطة وزير الخارجية الاميركية السابق مايك بومبيو والتي اعتقدنا لوهلة ان الادارة الاميركية الجديدة وضعتها جانبا، ليتبين مؤخرا انها تبنتها بالكامل وتعمل على تطبيقها بحذافيرها»، لافتة الى ان «الخطة التي قامت في مراحل سابقة على التضييق المالي والاقتصادي على حزب الله، وصولا الى التضييق على كل اللبنانيين للفظ حزب الله ، وصولا الى انفجار كل الازمات دفعة واحدة في وجه اللبنانيين ومن ثم الفراغ السياسي المستمر منذ استقالة حكومة الرئيس حسان دياب والمترافق مع حصار دولي وعربي مستحكم، وصلت على الارجح الى مرحلتها الاخطر الا وهي التفجير الامني». وتضيف المصادر: «يعتقد اصحاب وادوات هذه الخطة ان البلد واللبنانيين وصلوا الى مرحلة الاستواء وبأن اشغال حزب الله بأحداث شتى في الداخل اللبناني سيؤدي الى اضعافه وتشتيت قواه، فتأتي ضربة اسرائيلية مركزة لتكون كضربة قاضية له».


وتعتبر المصادر ان «ما حصل في خلدة مؤخرا، ومن ثم ما كان يتم الاعداد له في ذكرى ٤ آب، وهو ما بدا واضحا من خلال السيارات التي تحمل عتادا عسكريًا، وتزامن ذلك مع تحريك جبهة الجنوب، كلها مؤشرات مقلقة نرجح ان تتكاثر»، مؤكدة ان «الحزب على بينة مما يحصل، ويعي تماما انه يتم استدراجه لمواجهات داخلية، لذلك يمارس اقصى درجات ضبط النفس ويعض على الجرح، وما حصل في خلدة اكبر دليل على انه يعد للمئة قبل الرد على اي استفزاز حرصا منه على السلم الاهلي وعدم الانجرار الى الفتنة».


ويبدو ان التعويل على تشكيل حكومة تضع حدا للفراغ السياسي المتمادي وتآكل مؤسسات الدولة اصبح مستبعدا، مع ترجيح ان يكون مصير رئيس الحكومة المكلف الجديد نجيب ميقاتي كما مصير خلفه سعد الحريري. وتنبه مصادر مطلعة على الملف الحكومي الى ان «اتخاذ ميقاتي قرار الاعتذار سيعني دخول البلاد عمليا في نفق مظلم امنيا، بحيث ان ما كان ينتظره البعض من تصعيد «سني» بعد استقالة الحريري لن يتأخر بعد استقالة ميقاتي، وبخاصة ان الدافعين بهذا الاتجاه سيتسلحون عندئذ بمعطيات تجعل الجمهور السني على جهوزية اكبر للتصعيد بحيث انهم سيروجون لفكرة ان الرئيس المسيحي اطاح رئيسين مكلفين سنيين لفرض شروطه ووضع يده على صلاحياته، وبالتالي صلاحيات الموقع السني الاول بالبلد».

وبعدما بات الصدام السني- الشيعي مستبعدا الى حد ما، رغم محاولة البعض اللعب على وتره انطلاقا من احداث خلدة، لم يعد خافيا ان عمل «المصطادين بالماء العكر» ينصب منذ فترة على تسعير الخلاف السني- المسيحي ما يهدد بمواجهة طائفية ، وبخاصة ان خلاف عون- بري يأخذ مداه وان علاقة باسيل- حزب الله ليست منذ فترة بأفضل احوالها.اذا يفترض بنا اليوم شد احزمة الامان باعتبار ان تزامن زعزعة الامن مع انهيار اقتصادي ومالي واجتماعي وتحلل مؤسسات الدولة ، والاهم مع نقمة عارمة في صفوف العناصر الامنية نتيجة فقدان رواتبهم قيمتها، يعني ان الارتطام سيكون قويا والارجح مدمرا! 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني