رمال جوني
في 4 آب مات لبنان، نزف دماء ودماراً، كاد أن يدفن حياً على وقع أكبر تفجير شهده العالم، تغير وجهه الانساني والاقتصادي منذ ذاك التاريخ، لم يعد نفسه الذي كان قبل ذلك، فالوضع الانساني والمعيشي تدهور بشكل كبير، مئات الشهداء والجرحى، ودمار شامل،. في 4 آب 2021 الكل ينادي بالعدالة والحقيقة، ويطالبون بإسقاط الحصانات، وهي نفسها المطالب التي خرج بها التحرك امام سراي النبطية الحكومي، اذ رفعت شعارات: نريد العدالة، فلتسقط كل الحصانات، فدماء شهداء تفجير المرفأ تستحق كل الحق. لعلها ابرز الشعارات التي اطلقت في التحرك الذي حمل شعار "معاً لرفع الصوت عالياً" واقيم أمام ساحة سراي النبطية تخليداً لذكرى شهداء المرفأ.
عام مضى على التفجير، اكثر من 8 شهداء من منطقة النبطية وقراها، شهداء ذنبهم انهم إما يعملون في اهراءات القمح أو كانوا في طريقهم الى منازلهم في ذاك اليوم المشؤوم.
تغير واقع لبنان منذ ذاك التفجير الذي لم تتكشّف فصوله حتى الساعة، ولم تُكشف حقيقة ما حصل، فالخمسة ايام التي اعطتها حكومة الرئيس حسان دياب باتت عاماً والغموض يلفّ جريمة العصر التي هزّت الرأي العام الدولي ولم تهز ضمائر من كانوا شركاء في هذه الكارثة التي لحقت بلبنان من اقصاه الى اقصاه.
لم تكن النبطية بعيدة من صرخة 4 آب، ولن تكون، هذا ما اكده علي لافتاً الى أنه "ما لم تسقط الحصانات وتتكشف الحقيقة لن يهدأ لنا بال، وأن 4 آب سيكون مختلفاً، فدماء الشهداء لن تذهب هدراً".
وطالب بأن ياخذ القضاء دوره ورأى أن كل نائب وسياسي يتهرب من المواجهة مع القضاء ولو كان بريئاً فهو متهم لان البريء لا يخشى المواجهة بل يتقدم الى القضاء للادلاء بشهادته.
3 نقاط ركز عليها المشاركون في التحرك الذي دعا اليه حراك كفررمان وحراك النبطية: اسقاط الحصانات، نزاهة القضاء، كشف الحقيقة، يريدون من خلالها تغيير هوية القضاء اللبناني الذي طالبوا بإستقلاليته منذ بداية تحرك 17 تشرين، لأنه صمام امان لبنان ومن دونه ستبقى العدالة مغيبة.
إذا ماتت العدالة مات الوطن، ولا نريد وطننا ان يموت اكثر، رددت فداء التي طالبت كل الزعماء ان يثبتوا رجوليتهم في قضية العصر، وركزت فريال على أننا نعيش في نظام عصابات ولم يعد بمقدورنا التعايش مع هذه الطبقة التي دفعتنا للهجرة وحولت حياتنا جحيماً، ما نريده فقط العدالة، فهذا حق مشروع في كل الدساتير.
لن يتهاون احد بالمحاسبة فهي مبدأ اساسي سيكرسه 4 آب، ووحدها تعيد لبنان الى ازدهاره ودونها سنبقى في جهنم يقول شادي لافتاً الى أن التضامن الحقيقي يكون حين سيصبح للقضاء كلمته، ولا يدير اذنه لفلان وعلتان.
واعتبر حسام سلامي الذي القى كلمة الحِراكين أن مسؤولية تفجير مرفأ بيروت تكاد تشمل كل اركان السلطة السياسية وتتحمل المؤسسات السياسية من رئاسة الجمهورية الى مجلسي النواب والوزراء وكبار الامنيين والقضاة مسؤولية كشف حقيقة هذا التفجير الكبير ومسؤولية اعاقة مجرى سير العدالة وطمس الحقيقة مؤكداً أن اصحاب الحقوق وقوى الانتفاضة الشعبية لن يسمحوا هذه المرة بوأد القضية وليسوا بوارد الاخذ بتبريرات التسييس القضائي ولا بقوننة الحمايات تزويراً تحت ستار الحصانات، مشدداً على القضاء المستقل.
وأكد الجميع على المشاركة في تحرك 4 آب في المرفأ لان القضية تمثل كل لبنان وسيكون يوم جديد فيه.