لمناسبة مرور عامٍ على جريمة تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020، صدر عن مجموعات في ثورة 17 تشرين البيان التالي:
"4 آب ليس يوم حداد أو حزن فقط، ولن نسمح بأن يتحوّل إلى مجرّد ذكرى.. إنّه يومٌ لتجديد العهد والوعد والالتزام بأن الحساب آتٍ لا محالة، وأن العدالة ستتحقّق مهما كثر المعرقلون، والمهيمنون، والمجرمون.
في 4 آب 2020 كانت الكارثة.. كانت الجريمة المنظّمة ضدّ الإنسانيّة، حيث فُجّرت بيروت، ومعها تشظّت اللادولة المسلوبة والسيادة المنتهكة، وانفجر الفساد الفاجر، والشرعية المسروقة، ومن تحت الرُّكام، وعلى الأشلاء ورائحة الدم فاحَت نوايا المنظومة، المتواطئة والمتورّطة، بتمييع التحقيق، وعرقلة مسار العدالة، وتعميق الإجرام الخبيث.
في 4 آب، يتجدّد السؤال، من جلب أطنان النيترات، ولماذا تمّ حجزها، ومن سهّل كل ذلك، ومن غطّى لسنوات، وأين ذهبت الكميّة الأكبر منها قبل الانفجار؟ ولماذا لم تنفجر طيلة 7 سنوات حيث كانت مخزّنة؟ وكيف جرى نقل أجزاء منها على مرأى ومسمع كثيرين، ومن المسؤول عن تفجيرها في ذلك اليوم المُرعب؟
في 4 آب، نرفع الصوت بإدانة واستنكار كل ألاعيب التذاكي، وممارسات العرقلة، وأفخاخ التعطيل التي تتورّط فيها أطراف المنظومة لتمييع التحقيق في الكارثة، ومساعيها الدؤوبة والفاجرة لشيطنة المطالبين بإسقاط الحصانات، ونجدد التمسك بضرورة أن يشمل التحقيق كلّ من يشتبه بضلوعه أو علاقته بهذه الجريمة، ونؤكد أنّ العدالة، بما هي مفهوم أخلاقي وقانوني متكامل ومترابط، ولا يتجزّأ، شرط أساس لإنصاف الضحايا وذويهم، وللاستقرار، وأن استعادة شروط الحياة الطبيعية لن تتحقّق قبل كشف ومحاسبة من استقدم، وأدخل، وخزّن، وتهرّب، وغطّى، وسهّل، وفجّر نيترات الأمونيوم في بيروت وأهلها ومحاسبتهم.
في 4 آب، وإذ نذكّر بأن جرحَ ذلك اليوم يقع تحت مسمّى الجرائم التي تمسّ السلم الأهلي والدولي، وتنطبق عليها توصيفات الجريمة المنظّمة وضدّ الإنسانية، نجدد التأكيد بأن الحصانات لا تحمي المجرم، ولا المتآمر، ولا المغطّي، ولا المتورّط، ولا أي مسؤول "كان يعلم"، في أي موقع أو منصب كان، فالعدالة لا تقف عند إذن بالملاحقة، لأن لا أحد.. لا أحد فوق القانون والمحاسبة كما تعوّدت منظومة التهريب والإجرام التنكّر لموجبات الحق والعدالة والقانون.
في 4 آب، وباسم كل الضحايا والمصابين والمفقودين والمتأذين والمتألمين، وباسم كل أمّ وأب، وزوجة وزوج، وأخت وأخّ، وابنة وابن؛
باسم الشعب اللبناني الضحيّة، نؤكد التمسك بالمقاومة المدنيّة لتحقيق أهداف ثورة 17 تشرين، وفي مقدمها معركة كشف الحقيقة وانتصار العدالة..
لن ننسى ولن نسامح.