لعله خبر عادي ذلك الذي نشرته غرفة التحكم المروري صباح اليوم عندما غردت: " الساعة 2:30 من تاريخه حصل اصطدام شاحنة بعدد من السيارات على اوتوستراد الناعمة باتجاه بيروت عند محطة كورال نتج عنه قتيل و 3 جرحى".
ولكنه وللأسف ليس كذلك، فذلك "القتيل" هو شاب في ريعان العمر، شاب يعيش في بلد حكم عليه بالذل والموت القاهر حتى قبل أن يولد، فقط لأنه يحمل الجنسية اللبنانية.
ذلك الشاب الراحل اسمه محمود دلباني، هو ابن المساكن الشعبية بالقرب من مدينة صور، هو مواطن لبناني اجبر على الانتظار في طابور الذل فجرا ليتمكن من تعبئة سيارته بالوقود المشؤوم، لكنه وبدلا من ان يعود ادراجه سقط قتيلا خلال انتظاره لدوره عند محطة البنزين.
وفي التفاصيل، وخلال مرور شاحنة في المحلة، فوجئ السائق بطابور الذل، ولم يتمكن من السيطرة على شاحنته فاصطدم بعدد من السيارات ما ادى الى وقوع قتيل و3جرحى.
"محمود توفى بحادث سير لمن كميون فات بصف السيارات الواقفة عند خط أوتوستراد الدامور بدو ينطر ليعبي بنزين ونجرح معو ٣... محمود كان كتير مبسوط وجايب معو أرغيلتو ومعسليتو ليقعد هوي وكتار من شباب منطقة صور يلي هربوا من وقفة الذل عند محطات مدينة صور ومنطقتها... دم محمود دلباني برقبة الأحزاب لأن قرار البنزين الأول والاخير بإيدهم وهني قادرين يأمنوا للعالم كل شي بدهم اياه، وهني قادرين يرفعوا الحرمان عن أهل الجنوب ومنطقة صور خاصةً...... برسم من تعالت أنفاسهم على شعبٍ ذاق الأمرَّين في تناول لقمة العيش التي حوِّلت لتغمَّس بدماء الشرفاء........ محمود دلباني شهيداً للقمة العيش"، بهذه الكلمات وصف الإعلامي وسام نبهان مشهد رحيل محمود الشاب الضاحك المليء بالحياة والأمل.
نعم، هكذا رحل محمود وغدا يمكن ان يرحل احد أقربائنا او احبائنا ولن نجد من يحرك ساكنا، لأن الأمل في بلادنا ومنها مقطوع...
نصلي لنفسك يا محمود ونطلب من الله ان يعطي لعائلتك القوة ولوطننا الخلاص علنا نعيش يوما من دون الخوف من طابور او انفجار او مجاعة او مذلة...!
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا