كتب رفؤاد سمعان فريجي
وما كان متداولاً اصبح واقعاً ، لقد تم رفع الدعم عن الدواء وسينسحب قريباً ذلك بغفلة عين ايضاً على المحروقات والمواد الغذائية ليصبح البلد جحيماً لا يُطاق .
ليس صدمة كل ما نشاهده من فلتان في اسعار السلع ، لأن مجموعات منظمة في النهب تتحكم في مصير اللبنانين في الشق الأقتصادي ، ليس هناك من رقابة على التجار والمستوردين لأن جزء كبير منهم تحت تغطية منظومة من السياسيين التجار !!
ما يدعو للعجب وكنا سابقاً في مقابلات ومقالات أكدنا ان مستودعات لبنان تعوم من كافة الأصناف التي يفتقدها الشعب اللبناني اليوم ، وبتخمة هائلة !
من الأدوية الى المواد الغذائية والأكسسوارات ومستلزمات السيارات واللحوم وكل ما يطلبه اي لسان .
وبمجرد ان تم رفع الدعم عن ٧٥ ٪ من اصناف الأدوية وبسحر غريب توفرت كل الأصناف التي عندما يدخل المواطن الى الصيدلية ويقول له أريد الدواء فلان ( والله مقطوع )
بعض الصيدليات اصحاب الضمير نفدت كل الكميات لديهم ، فيما بعضهم يملك اطنان من الأدوية ويتصرف بها على طريقة البورصة ويلعب بصحة المواطنين .
وكلاء وتجار الأدوية يتحملون مسؤولية موت عمر الورود ( جوري السيد ) وهذه الفتاة لم يكتمل عمرها العام الواحد كانت تحتاج إلى دواء معيّن ولكنّه مقطوع ، فلجأ الأهل إلى بديل له لم يُناسب جسدها الصغير ممّا سبّب لها اشتراكات وارتفاع بدرجات الحرارة نُقلت على إثرها إلى مستشفى المركزي في منطقة مزبود .
وبعد جوري توفيت الطفلة ميراي خالد الجندي ن بلدة دير عمار في إحدى مستشفيات بيروت ، بسبب فقدان بعض الأدوية التي كانت تحتاجها لتخفيف حدة الحرارة .
هذه المآسي إضافة الى مئات من المرضى التي سحقت اجسادهم وتراجعت احوالهم الصحية بسبب شجع التجار فاقدي الأنسانية ، والدلالة على ما اقول السوق اللبناني اليوم في قطاع الدواء يوجد منه اكثر من ٨٠ بالمئة وباسعار خيالية ، وهذه الأدوية كانت موجودة داخل لبنان على دولار١٥١٥ ليرة و٥٠٠٠ ليرة .
اما تجار الموت من المواد الغذائية الذين مضغوا حتى النشاف ( منصة صيرفة ) التي اشائها مصرف لبنان ، فأشتروا الدولار بسعر منصة المصرف ٣٩٩٩ ليرة واليوم يبيعون كافة الأصناف على سعر ٢٣٠٠٠ الف ليرة في اكبر عملية نصب واحتيال .
قد يخرج احدهم ويرد ويتهمني كالعادة بأمور غريبة عجيبة ، لا تفعل ذلك لأني منذ ٣٠ عاماً احمل قلم الحق والحريّة لمحاربة الطغيان .