ما حققته "النقابة تنتفض" بفوزها في انتخابات نقابة المهندسين ليس أمراً عابراً. وذلك ليس لأنها انتصرت فقط، بل لأنها اثبتت أن هناك شخصيات شيعية مستقلة غير تابعة للثنائي الشيعي ولا تدور في فلكه قادرة على خرق الملعب الشيعي وأن تنتصر. عارف ياسين الفائز بمنصب نقيب المهندسين في بيروت، كان رأس حربة في هذه المعركة الشرسة التي استعملت فيها كافة الاسلحة المعلنة وغير المعلنة ضده، وحصل على 5798 صوتاً. علماً أن المرشح الشيعي حسين نصرالله الوحيد التابع لحركة امل تمكن من الفوز لأن المعارضة رشحت مهندساً واحداً من أصل أثنين في لجنة إدارة الصندوق، ولم ترشح مهندساً أخر، وذلك لأن المرشح على هذا المنصب يجب أن يكون عضو مجلس سابق ولم يكن لدى المعارضة مرشحاً. والرقم الذي حصل عليه مرشح "حركة أمل" 1699 صوتاً، فيما حصل مرشح "النقابة تنتفض" على 6119، أي اكثر بأربعة اضعاف من مرشح الحركة . وياسين ذات الفكر اليساري المنفتح، حصل على خمسة أضعاف مرشح السلطة الطائفية، وتمكن من كسر سيطرة حركة أمل وحزب الله على القرار الشيعي النقابي. وهذه كرة الثلج التي انطلقت من نقابة المهندسين ستصل إلى داخل المزاج الشيعي حيث يطغى الثنائي الشيعي ببطشه، وسيخلق مزاجاً شيعياً مختلفاً كما حصل في النقابة، وسيؤدي الى حركة تغييرية قادرة أن تقنع الرأي العام الشيعي أن التغيير يمكن أن يصبح حقيقة في حال قرروا التحرر من عباية "الثنائي"، والمجتمع الشيعي يمكن أن يقدم شخصيات مستقلة غير مرتبطة بمحاور السلطة الفاسدة، وغير مرتبطة بالمحاور الأقليمية، وقادرة أن تعمل من أجل انقاذ لبنان واخراجه من الانهيار، وتبدي المصلحة الوطنية العليا على مصلحة طهران في لبنان وولاية الفقيه. وما حصل في نقابة المهندسين يؤكد أن الثنائي الشيعي بدأ يفقد السيطرة على شارعه، وليست سوى البداية والآتي أعظم.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا