كما كان متوقعاً، حققت مجموعة "النقابة تنتفض" انتصاراً مدوياً في الانتخابات على أثر النتائج المماثلة التي تحققت في الاستحقاق الأول المتصل بانتخاب ممثلي خمسة فروع في النقابة. وانتخب عارف ياسين نقيباً لمهندسي بيروت بمجموع 5798 صوتاً من أصل 8842 صوتاً، متفوقاً على مرشح "تيار المستقبل" باسم العويني، بعدما اضطر "الزرق" إلى الانخراط في المعركة بأكلافها الباهظة، كون هذه الدورة كانت لنقيب من الطوائف الاسلامية وعادة ما كان "تيار المستقبل" يقود هذه المعركة، لكنه هذه المرة واجهها شبه متروك من حلفائه التقليديين.
في الواقع، أثبتت نقابة المهندسين من جديد أنّ المزاج العام، لا سيما لدى الطبقة الوسطى، يعاني من أزمة ثقة مع قوى السلطة، وقرر التصويت لأطر جديدة من دون التدقيق كثيراً في "أصل وفصل" هذه التنظيمات، لكنه بالنتيجة راح باتجاه التصويت السلبي علّه يلقّن أحزاب السلطة درساً من دروس الاعتراض الديموقراطي. ولعل هذه النتيجة المتوقعة هي التي دفعت بعض الأحزاب إلى الانسحاب باكراً من المعركة إما تحت عنوان عدم المشاركة أو تحت عنوان ترك الحرية للناخبين أو النأي بالنفس، مع العلم أنّ اتهام هذه القوى بأنها كانت تشكل في النقابة منظومة متراصة، فيه الكثير من المبالغة لأنها عادة ما كانت تتصارع في ما بينها وتتنافس على هذا الموقع وتنسج تحالفات كانت تتبدل من معركة إلى أخرى تبعاً للمصالح السياسية. لكن بالمحصلة، كانت هذه الأحزاب تعرف مسبقاً أنّ معركة "المستقبل" صعبة وقد تكون مكلفة كون اتجاه رياح التصويت لن يجاري سفن المرشحين الحزبيين، ولهذا تركته يغرق وحيداً وربما بدا في هذه المعركة كأنه الخاسر الأكبر لأنه خاض المعركة على مركز النقيب وحيداً تقريباً. وكانت انطلقت صباح أمس الأحد عملية الاقتراع للانتخابات في الباحات الخارجية للنقابة، لإختيار نقيب جديد و9 أعضاء جُدد لمجلس النقابة. وافتتح نقيب المهندسين في بيروت جاد تابت عملية الاقتراع، بتلاوة مواد من قانون تنظيم مهنة الهندسة إيذاناً ببدء التصويت. وتنافس 8 مرشحين لمركز نقيب بلوائح، بعض منها غير مكتمل يترأسها كل من: مرشح "تيار المستقبل" باسم العويني (النقابة وطنية مهنية)، المرشح المستقل عبدو سكريه (النقابة بيتنا)، ومرشح "الحراك المدني" عارف ياسين (النقابة تنتفض). وكانت الصناديق قد أقفلت عند الساعة السادسة مساء، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 18.3% بعدما اقترع 8730 مهندساً من أصل 48 ألفاً وهو العدد نفسه تقريباً الذي شارك في الإنتخابات التي جرت قبل ثلاثة أسابيع. وقد نال باسم عويني: 1528 وعبدو السكرية: 1289.
يذكر أن ياسين ينتمي إلى المذهب الشيعي وإن كان البعض يقول إنه شطب قيده الطائفي. فهل يعني ذلك أنه تمّ كسر العرف الطائفي الذي كان يحصر منصب النقيب بين السنة والمسيحيين.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا