فيما يزداد نشاط رجل الاعمال الشيخ بهاء الحريري تأثيرا في البلاد، مع من يجمع حوله من شخصيات وشبّان يجتمعون على نظرة تغييرية للواقع اللبناني القائم، تزداد الحملات على الحريري في محاولة لإلباسه ما لم يقترف، وما ليس له أي علاقة به.
في التفاصيل، يخرج في بعض الكواليس الاعلامية والسياسية، حديث عن ربط بين الحريري وتركيا من جهة، وبعض المشاريع "المشبوهة" من جهة أخرى، وجميعها، ترتبط بأطراف كان للحريري علاقة سياسية عابرة بها في مرحلة من المراحل، حين كان يجهل حقيقتهم وحين كانوا يلبسون ثياب الحملان الوديعة، ليتبين انهم ثعابين خبيثة ووضيعة.
القضية، بدأت مع المنتديات السياسية تحت اسم المنتدى السياسي الاقتصادي الاجتماعي، التي دعمها الحريري بداية، مرتكزاً على رؤية "ثوريّة" مشتركة، تطمح للتغيير في البلاد وخلاصها من الطبقة السياسية الحاكمة التي ارتكبت الفظائع في المالية العامة والسياسات العامة وسرقت أموال الناس.
في البداية، قام التحالف والدعم على هذه الأسس، الى أن اكتشف الحريري وفريق عمله، أن للمنتديات وبعض الشخصيات المرتبطة بها، أجندة خاصة خارجية، لا تناسب تتطلعاته ولا مشروعه السياسي الاصلاحي الذي تبلور في الاشهر الأخيرة. الأجندة، التي رفضها الحريري بوضوح مع فكّ الارتباط بالمنتديات، تقوم بجزء منها على نوع من علاقات التبعية للطرف التركي وربط مع الدولة التركية. الامر الذي لا يناسب الحريري، الذي يبني مشروعه السياسي على مبدأ السيادة قبل كلّ شيء.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فوجئ الحريري بعروض لإحدى الشخصيات المرتبطة بالمنتدى، تروّج للفيدرالية، ونوع من انواع العلاقة مع الحركة الماسونية في اميركا، الامر الذي تمّ عرضه على الحريري ما ادّى الى اعلانه، جهارا، وبطريقة واضحة، فضّ اي علاقة بأيّ من هذه الاطراف والشخصيات.
اذا محاولات حصلت فعلا لتوريط الحريري في مشاريع مشبوهة، تنبّه لها فورا، وقطع بها كلّ رابط. واذ بالمجموعة المذكورة اعلاه، وعلى لسان احد شخصياتها، تقوم بمحاولة ابتزاز للسياسي الشاب، في محاولة لثنيه عن فكّ الارتباط بالمنتديات. رسائل نصّية، ايميلات (ارسلت بالمناسبة من حسابات جامعة خاصة حاولت هذه الشخصية توريطها في مشروعها)، تسجيلات صوتية، كما حوارات على تطبيق واتساب وفيسبوك، اطلع عليها كلّها موقع vdlnews وهو يملكها ايضا، تثبت كلّ ما سبق ان ذكر، يتحفّظ عن نشرها في هذه المرحلة، صونا لاصول التخاطب.
ومن بعد صدهم من قبل بهاء الحريري وكشف غاياتهم تواصلوا من الخارج مع جيري ماهر مستشار الحريري الاعلامي عبر تطبيقات وسائل التواصل وبينهم اسماء كبيرة في عالم الماسونية المجهول، وحاولوا الولوج اليه لاقناعه بعدم ترك المنتديات، لان من هم ضد بهاء الحريري هم المستفيدون من ترك المنتديات بهذه الطريقة (كل شيء موثق ايضا)، ولكن ماهر كان كالعادة ماهرا ولم يتجاوب مع من يحاولون الاصطياد بالماء العكر.
امّا موقف الحريري وموقعه، فأثبتتهما الخطوة التي اتخذها بهاء الحريري جهارا وعلانية ومن دون تردد بفكّ الارتباط بالمنتديات، لدى اكتشافه اللعبة، ما ادّى الى تراجعها في البلاد الى حدّ الاغلاق.
قد يحاول البعض ارتداء ثوب الحمل وادعاء الثورة، قد ينجح الى حين، ولكن الأكيد أنه لم ينجح في توريط سياسي طامح الى التغيير، في مشاريع اقليمية أو غيرها من المشاريع التي لا تخدم مصلحة الوطن العليا. والأكيد ايضا، ان خطوة كالتي اتخذها الحريري جهارا تثبت انّه جاهز لاتخاذ ايّ قرار وفكّ اي ارتباط ، صونا للمصلحة الوطنية وصونا للمبادئ والافكار التي يؤمن بها.
بهاء الحريري نجح في كشف الاعيب لتوريطه بارتباطات خارجية غير سيادية يرتبط بها من يدعون تقسيم لبنان وفدرلته وتحويله الى كونتونات متنازعة ومتناحرة، بينما مشروع بهاء الحريري هو على صعيد الوطن بكامله، وهو يريد لعب دور جامع وغير مفرق ومقسم للبنان، لذلك تلك الارتباطات التركية والماسونية وما الى ذلك بقيت لاصحابها. فبهاء الحريري انطلق نظيفا وسيبقى نظيفا وكل المتطفلين لتوريطه لن ينجحوا بربطه بمحاور لا تليق الا بأمثالهم.