فاز أربعة فلسطينيين، من الحاصلين على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، بالمركز الأول في مسابقةٍ دولية لتصميم وإعادة إعمار مرفأ بيروت المدمر في لبنان.
ونال الفريق الفلسطيني جائزة فينيكس 2021 التي تُقدمها منظمة iDAR-Jerusalem، وهي منظمة فلسطينية غير ربحية مركزها القدس، تُروّج للهندسة المعمارية عبر الاحتفاء بأفكار التصميم المبتكرة والبارزة.
وفاز المشروع الفلسطيني على مشروعين لفريقين منافسين: روسي وإيطالي، وجائزة Pheonix-2021 هي جزء من برنامج جائزة حيفا الدولي الذي تنظمه مؤسسة IDAR-Jerusalem ومقرها القدس أسسها مهندس فلسطيني، والتي تهدف إلى معالجة مساحات "المخاطر" في مناطق مختلفة من العالم كمحاولة لخلق افكار معمارية وحضرية مبتكرة لبحث إمكانيات إعادة إعمار هذه المناطق المنكوبة.
وتطرق موضوع المسابقة لهذا العام إلى الانفجار المأساوي الذي ضرب مدينة بيروت وأثره المدمر على مينائها البحري وفضائها العام.
شاركت بالمسابقة عدة فرق من دول مختلفة على الصعيد العالمي، وتأهل للمسابقة 13 مشروعاً حاز فيهم مشروع الفريق الفلسطيني M.A.D Architects على المركز الأول بعنوان "ما بعد الانفجار- بيروت المنتجة"، وهم المهندسون الآء أبوعوض، ديالا أندونيا، ميس بني عودة ومجد المالكي.
طرح المشروع جوانب رئيسية حاسمة في إعادة بناء عدة أحياء في مدينة بيروت وفق ما أوضحه فريق المهندسين لموقع سكاي نيوز عربية "أبرزها خلق منظومة اقتصاد محلي جديدة مشغلها السكان المحليون، بحيث تعتمد هذه المنظومة بشكل أساسي على نظام التعليم المهني، من خلال توفير مساحات تضم ورش عمل ومصانع إنتاجية ومدارس مهنية وزراعية لتساهم في حل أزمة البطالة واستمرارية العمل.
ومن أهداف المشروع، أوضح الفريق "إعطاء أحقية المواطن بمدينته من خلال مطالبته بمقاومة الخصخصة وخلق مساحات عامة تأوي جميع أنواع الأنشطة الإجتماعية التي تهدف إلى زيادة الترابط والوحدة المجتمعية سواء على شكل مساحات عامة مفتوحة أو أسواق محلية ينتجها سكان المدينة المحليين ويسلط الضوء على جميع المبادرات الموجهة لإعادة استخدام المواد مثل الحديد والخشب والزجاج التي تناثرت بشكل كبير في بعض أحياء المدينة جراء الانفجار."
وقال المهندس مجد المالكي، عضو الفريق الفائز، في اتصال مع موقع سكاي نيوز عربية "يُقدّم مشروع الهندسة المعمارية هذا رؤية جديدة ستجعل من بيروت عاصمةً مُنتجة تعتمد على إمكاناتها الخاصة، وذلك في أعقاب الانفجار الذي تسبّب في تدمير عديد من المنازل وزيادة معدلات البطالة."
وأضاف "أدّى الانفجار كذلك إلى نقصٍ في الغذاء نتيجة تدمير صوامع الحبوب. ويسعى المشروع إلى إعادة استخدام ما تبقى في الموقع، وإعادة تدوير مواد مثل الحديد والخشب والزجاج المتناثر حول مكان الإنفجار، إذ يُمكن استخدام هذه المواد في عملية إعادة الإعمار".
المالكي قال أيضاً، إن "الجهود المبذولة للدفع بالاقتصاد المحلي من أهم جوانب المشروع، وذلك من خلال توفير مساحات إبداعية للورش ومساحات الإنتاج والمدارس الزراعية والمهنية ما يساهم في مكافحة البطالة التي تفاقمت عقب الانفجار، وخلق فرص عمل مستقبلية لمئات اللبنانيين.
كما يهدف البرنامج إلى توفير وحدات سكنية مؤقتة سريعاً لـ300 ألف لبناني ممن فقدوا منازلهم في الانفجار. وهذه المنازل المؤقتة ستكون قابلةً للتطوير في المستقبل، حتى تتحول إلى أماكن دائمة للسكن أو العمل".
وأردف المالكي "يرتكز مشروعنا على حفظ وتخليد الذاكرة الجماعية المتجسدة في الصوامع ومنطقة الانفجار، من خلال الدمج المدروس للأنشطة اليومية مع الذكريات القاسية في المكان كتذكير دائم بندوب المدينة والأحباء الذين فقدوا في هذا الحادث. فبالتالي تم تحديد منطقة الانفجار والصوامع كنقطة محورية ومركزية للمدينة الجديدة من خلال تعزيز وتدعيم الصوامع بهيكل وظيفي وإنشائي يعمل كجزء من الفضاء العام والسوق المحلي (سوق الصوامع)
وقالت المهندسة آلاء أبو عوض، أحد أعضاء الفريق، لـ "سكاي نيوز عربية" يُركز المشروع على خلق المساحات العامة والأسواق الشعبية للسكان المحليين، مع الحفاظ على الذاكرة الجماعية للبنانيين من خلال التركيز على صوامع الحبوب. وقد تطلّب المشروع جهوداً كبرى من جانب أعضاء الفريق الذين استغرقوا أربعة أشهر من العمل والبحث المستمرَّين قبل إنهائه".
وأردفت آلاء أنّ لبنان يستضيف مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، لذا فإن مشروع الفريق الفلسطيني بمثابة بادرة دعم منهم للشعب اللبناني.
أضافت "هناك عديد من التحديات التي واجهها الفريق. وأهمُّها قلة المعلومات المتوافرة عن مدينة بيروت، وأعداد المباني المهدمة، وأوضاع المباني التي ما تزال قائمة".
وختمت المهندسة الاء " لجأ الفريق إلى الشبكات الاجتماعية؛ من أجل الحصول على معلومات حول حجم الأضرار، إلى جانب الخرائط التي حصلوا عليها من لجنة المسابقة ويهدف مشروعنا إلى إعادة استخدام هذه المواد في عملية إعادة الإعمار وربطها مع مدارس التعليم المهني والمساحات الإنتاجية الصناعية التي يمكن أن تساعد في خلق معرفة جديدة تدعم في تحقيق الهدف."