صلاةٌ لِحلّ
صلاةٌ لِحلّ

خاص - Saturday, July 3, 2021 12:54:00 PM

الاعلامي د. كريستيان أوسّي


تُرى، أتكون الصلاة درب خلاصنا الوحيد والأمل الاخير المتبقيّ لنا؟

أيعقل انّ كل المعنيين، عاجزون عن اجتراح حلول- ولو آنية- لمشاكل كثيرة باتت تقض مضاجع اللبنانيين وتنكّد عليهم حياتهم؟

هل يجوز لنا ان نكفر بخلقٍ من القدير الأسمى، ائتمنوا على مصيرنا ومستقبل وطننا وكياننا، فامعنوا في تيئيسنا وقهرنا وذلّنا؟

هل يمكن أن تكون الصلاة في الفاتيكان حلاً اخيراً وباباً نطرقه للخروج من جحيم دانتي الذي رمانا قادتنا بين ألسنة لهبه ونحن أحياء، فقتلوا فينا الأمل وحب الحياة وعشق الوطن، وزرعوا في نفوس ابنائنا التوق الى المغادرة والشغف بالهجرة والكفر بأرضٍ اصطفاها الله ممراً لأنبيائه وقديسيه، ومقراً لأرزه؟

هل سقطت كل الحلول وأسقطت كل امكانية، وباتت مصالح ورغبات تطغى على الصالح العام، فيصير الوطن الذي كان سويسرا الشرق ودرة عين الشرق، مكبَ نِفاياتٍ وبؤرةَ تلوث، وأرضاً محروقة تشتاق الى كهرباء ومحروقات وطاقة وخبز ونقليات عامة ورواتب تكفي ودواء متوفر وراحة بال؟

كيف لهم أن يُغمضوا جفونهم ليلاً، وهم يرون شعبهم عاجزاً عن الراحة، يلفّه الهم والغمّ، وتكويه حرارة لا تجد تكييفًا يحدّ منها، فالمازوت مقطوع، والكهرباء سرقت اموالها، والادارة أُتخمت بالمحسوبيات والزبائنية، والقطاع العام صار عبئاً على الخزينة، والخزينة خاوية، والادخارات تبخّرت، والمال نهب، والقادة مرتاحون الى أنّ ما جمعوه صار آمناً في الخارج، أما الازلام والاتباع فلن يضيرهم شر، ذلك انّ القرار اتخذ:

لن يكون تدقيق جنائي لأنه سيكشف المستور، لن يكون اصلاح، لأن للإصالاح شروطاً لا تناسبهم، لن تكون مباشرة لتفاوض مع صندوق النقد، لأن احداً لا يود اخذ المبادرة بصدده والمجازفة بخسارة شعبية ما، فيما الكل يسمع انّ الانتخابات النيابية العامة آتية لا محالة والصوت يهم.

وبعد، يدّعون انهم يعملون على تذليل العقد وتدوير الزوايا لتشكل حكومة، فيما الحكومة اسيرة غياب رئيس مكلّف اختار البقاء خارجاً، ورئيس مجلس نيابي يعمل على تدعيم الرئيس المكلّف، منطلقًا من خلافه مع رئيس الجمهورية وحزبه ومن يمثّله، ورئيس للجمهورية شهد عهده ما لم تشهده كل العهود التي سبقت منذ الرئيس الاول بعد نيل الاستقلال بشارة الخوري... الا انّ ايّ تقدّم لم يحدث: فقد اطاحت التسويات السابقة بكل الوعود التي قطعت، وأطاح انهيار التسوية بكل أمل مرتجى في الفترة التي تبقّت لهذا العهد.

كل ما في لبنان راهناً وسابقاً يؤكّد -بالدليل القاطع- اننا قاصرون عن إدارة شؤوننا بمعزل عن ارتباطاتنا الاقليمية والتأثيرات الخارجية علينا، وبمعزل عن توجهات دول لها تأثيرها على مسؤولين وطوائف، وبعيداً عن انتظاراتنا الطويلة لتسوية بين اميركا وإيران، ومن انتظارات طويلة سابقاً لتفاهم سياسي، او لمسار محتمل بين سوريا والسعودية مجدداً، او بين ايران السعودية او بين فرنسا الخليج ... أو... أو ... أو.

لا، ما هكذا يبنى وطن، ولا يستمر وطن وهو على موعد مع ازمات لا تنتهي، بل انّ تكوينه صار مولّداً للأزمات. وكما انه بإتفاق دولي كان اتفاق الطائف، وبمظلة دولية نجح مؤتمر الدوحة، هكذا يؤمل ان يكون توجه دولي لمخرج ما يرسي صيغة حل تريح وطننا وتريحنا...

هنا يمكننا الاجابة على السؤال: ترى هل تكون الصلاة في الفاتيكان درب الخلاص الاخيرة المتبقي للبنان، فتنشر المظلة الدولية الكفيلة بضمان الحلّ؟

لنصلِّ!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني