حصلت اول عملية هبوط طائرة فرنسية في بيروت سنة 1913 في منطقة الكرنتينا. ثم أنشأ الفرنسيون عام 1933 مطارًا مدنيًا في بئر حسن في بيروت، يخدم لبنان والمناطق المجاورة في الشرق الأوسط، وسرعان ما ازدهر العمران وتوسّع البناء في بيروت. بعدها أُهمل المطار حتى خمسينيات القرن الماضي. وفي عهد الرئيس كميل شمعون قرّر إخراج مطار بيروت من المدينة، فبُني في منطقة خلدة، وهو الموقع الحالي لمطار رفيق الحريري.
عندما أُقرّ بناء مطار دولي كانت منطقة الكرنتينا لا تتسع لمطار بهكذا حجم، مما وجّه الأنظار الى منطقة بئر حسن التي كانت تقع خارج حدود العمران في مدينة بيروت. ومع تطور العمران في العاصمة، اصبح مطار بئر حسن يشكّل عائقاً لتوسعة المدينة. فارتأت الدولة من جديد نقل المطار الى خارج بيروت، فوقع الخيار على منطقة خلدة.
1- تحدّيات موقع خلدة
- يسبّب زحمة سير في العاصمة والمخارج الجنوبية.
- يسبب تلوثاً مناخياً وصوتياً فوق العاصمة.
- يؤثر سلباً على ارتفاعات واستثمارات العقارات والابنية في بيروت ومحيط المطار الذي اصبح منطقة سكنية.
- هو سبب رئيسي لعرقلة التطور العقاري والتجاري جنوب بيروت، بينما التنمية العقارية والتجارية اتجهت شمالاً بسبب المطار.
- اجمل شاطئ رملي في بيروت هو غرب المطار، امتداداً من الاوزاعي الى خلدة، مما يمنع استثمار هذا الشاطئ سياحياً وترفيهياً.
- منطقة الاوزاعي المليئة بالأبنية المنخفضة والبائسة قوّضت الاستثمارات بمحاذاة المطار، وهي تشكّل الآن خطراً على الملاحة الجوية وعلى سكان المنطقة.
2- عقار المطار
● مساحة مطار رفيق الحريري تساوي حوالى 6,000,000 متر مربع (تقدير مبدئي)
● معدّل سعر المتر المربع في هذا العقار يساوي حوالى 8,000 دولار للمتر المربع، وذلك معدل بين العقارات المحاذية للبحر (12,000 دولار للمتر) والعقارات المحاذية للضاحية الجنوبية (4,000 دولار للمتر). وقد يزيد هذا السعر نظراً لأنّ معدلات الاستثمار سوف تزيد بعد إزالة المطار.
● واجهة المطار البحرية تعادل حوالى 3,500 متر. هي تشكّل واجهة ممتازة للاستثمار السياحي عالي الجودة والرفاهية (فنادق ومتنزهات…). يقدّر ثمن هذا الشريط البحري، على عمق 200 متر، بحوالى 10 مليارات دولار.
● بالنتيجة، قيمة عقار المطار تعادل حوالى 48 مليار دولار اميركي، اي اكثر من نصف الدين العام بقليل.
٣- فوائد مدينة بيروت من إزالة المطار من موقعه الحالي
● رفع عوامل إستثمار البناء في كل المدينة.
● رفع القيود عن ارتفاع البناء الذي كان يتأثر بحركة الملاحة الجوية، مما يمهّد لبناء ابنية شاهقة skyscrapers.
● خفض معدل التلوث البيئي والصوتي.
● إنماء النصف الجنوبي من بيروت ووصل العاصمة بالمناطق الجنوبية، وبالتالي إنماء جنوب لبنان.
● إرتفاع ملحوظ في قيمة العقارات في العاصمة اجمالاً، وتلك الواقعة جنوب العاصمة ويقدّر بمليارات الدولارات.
● تسهيل تنفيذ مبدأ مشروع اليسار، وبالتالي ضمّ هذه العقارات الى عقار المطار؛ وهذه لها قيمة اضافية عالية.
4- فوائد الانتقال الى الموقع الجديد... القليعات
● نظراً لمساحة مطار رفيق الحريري المحدودة، يستحيل تطوير وتوسعة المطار حتى يستوعب حركة الطائرات من ركاب وشحن، حالياً ومستقبلاً. وبالتالي اي صرف اموال لتوسعة المطار تكون اموالاً ضائعة لأنّ سريعاً ما سيصبح هذا المطار غير قابل لاستيعاب ارتفاع عدد الركاب والشحن.
● الاستملاكات المحاذية لمطار القليعات منخفضة الكلفة، تتراوح بين الـ 20 والـ 50 دولاراً، ما يجعل استملاك 10 ملايين متر مربع مثلاً لا يتعدى الـ 400 مليون دولار.
● طوبوغرافية المنطقة هي الانسب في الاراضي اللبنانية لإنشاء مطار، نظرًا لعدم وجود مرتفعات ملحوظة تعيق حركة الاقلاع والهبوط.
● لقرب مطار القليعات من سوريا فائدة بجذب المسافرين السوريين من المدن القريبة كطرطوس، بانياس، اللاذقية، حمص، حماة وحلب الخ… إذ هو اقرب الى تلك المدن من دمشق. وقد يتطلب ذلك اتفاقات نقل ركاب وبضائع مع سوريا.
● إنماء منطقة الشمال بما فيها الكورة، طرابلس، الضنية، زغرتا، بشري، عكار وشمال البقاع...
● توفير عشرات الآلاف من فرص العمل خلال عملية الإنشاء والبناء.
● توفير فرص عمل لأهالي الشمال في ما يخص تشغيل المطار وما يتصل به.
● وجود المطار شمال طرابلس سيعزز حتماً استثمار شاطئ عكار سياحياً، بتوفير السياحة الإقتصادية (منخفضة الكلفة) كما في بلدان اخرى كتركيا واليونان وقبرص، نظرًا لرخص العقارات في تلك المنطقة مقارنة بمناطق اخرى.
● إمكانية انشاء مناطق اقتصادية حرة.
● توفّر اراضٍ في منطقة المطار ايضاً لإنشاء مدن صناعية وتجارية وعلمية.
● موقع مطار القليعات يتميّز بسهولة ضبطة أمنياً. ما يضفي اجواء آمنة تجاة بقية الدول، وذلك يسهّل للبنانيين الانتقال مباشرة الى تلك الدول.
5- وسائل الانتقال الى مطار القليعات من المدن اللبنانية
أ- الانتقال بالسيارات والحافلات
● يتمّ إنشاء اوتوستراد سريع يمتد من صيدا الى القليعات مروراً ببيروت والساحل وطرابلس.
● لتجنّب كثرة الاستملاكات في بناء هذا الاوتوستراد السريع، يتمّ انشاؤة على جسور فوق الاوتوستراد الحالي.
● من منافع هذا الاوتوستراد انّه يخدم عملية التنقل بين المدن الساحلية.
● استعمال هذا الاوتوستراد يكون مقابل بدل مالي TOLL مما يساعد في اجتذاب شركات عالمية لبنائه عن طريق الـBOT.
ب- الانتقال بالقطار
● يتمّ إنشاء سكة حديد على الاوتوستراد المذكور اعلاه لتشغيل قطار فائق السرعة على طريقة TGV، الذي يمكنه اجتياز مسافة بيروت-القليعات خلال اقل من نصف ساعة.
● يتمّ انشاء محطات للركاب في بيروت وبعض المدن الساحلية، وربما لاحقاً في مدن اخرى في الداخل، يأتي اليها المسافر ويقوم بعملية الـcheck in، ثم يرتاد القطار مباشرة الى مبنى مطار القليعات تسهيلأً لعملية السفر. ومستقبلاً ربما يسهل الوصول بالقطار الى البقاع عن طريق شمال عكار والهرمل، نظراً لانّ الطوبوغرافيا هناك اسهل من تلك في سلسلة الجبال الغربية.
● يمكن ايضاً تمويل هذا القطار الفائق السرعة عن طريق الـBOT.
مرفأ بيروت
ليس هناك اي سبب لوجستي او جغرافي او غيره يتطلب ان يكون مرفأ الدولة موجوداً في العاصمة او في منطقة سكنية او تجارية. فمرفأ بيروت، الذي تمتد مساحته على حوالى مليوني متر مربع تقريباً، يتواجد في منطقة محاذية لسوليدير، اي في اغلى منطقة عقارية في لبنان. بحيث يقدّر ثمن عقار مرفأ بيروت بحوالى 40 مليار دولار (20,000 دولار للمتر المربع).
فليس من المنطقي ان يكون مرفأ يتعاطى في الاغلب بشحن البضائع، موجوداً في منطقة سياحية ثمينة.
اضف الى ذلك، انّ مدى استيعاب مرفأ بيروت محدود خصوصاً للبواخر الضخمة، مما يجعله مرفأ بقدرة محدودة وغير مجدية.
البديل… طرابلس
مرفأ طرابلس، الثاني في لبنان، مؤهل لأن يأخذ مكان مرفأ بيروت بعد تأهيله وتوسيعه وتطويره. وبوجود الاوتوستراد السريع سوف يسهّل تنقّل البضائع والشاحنات بسرعة وحرية على الاراضي اللبنانية. وهذه الخطوة يمكن ايضاً ان تكون على طريقة الـ BOT.
يُضاف الى ذلك، امكانية وصول البواخر السياحية بمختلف احجامها الى مرفأ طرابلس، لخدمة وتوفير السياح الى ساحل عكار، الذي سيقدّم معالم سياحية اقتصادية تضاهي تركيا واليونان وقبرص.
ختام واستنتاج
● اذا جمعنا ثمن عقار مطار بيروت وعقار مرفأ بيروت يكون المبلغ حوالى 88 مليار دولار اميركي، اي ما يوازي الدين العام تقريباً.
● رغم أنّ المطار الجديد سوف يقع في منطقة القليعات، الّا انّ لا شيء يمنع ان يُسمّى «مطار بيروت» او حتى «مطار رفيق الحريري»، كونه يخدم لبنان، ويمكن ان تعود تسميته للعاصمة. ومثال على ذلك، اغلب المطارات العالمية موجودة خارج المدن وتعود تسميتها الى المدينة التي تخدمها. مثالاً لا حصراً، مطار باريس شارل ديغول موجود في منطقة رواسي، وهي تبعد عن باريس حوالى 45 دقيقة. وكذلك في كثير من العواصم والمدن: جدة، الرياض، الدمام، عمان، اسطنبول، لندن… في كل هذه المدن كان المطار بدأ خارج المدينة وعند توسع العمران اصبح داخلها، فتقرّر انشاء مطار جديد اكبر واوسع خارج المدينة.
● قد لا تصل كلفة انشاء مطار في القليعات، الذي سوف يضاهي المطارات العالمية حجماً وتقنياً وأمنياً، وانشاء مرفأ يضاهي المرافئ العالمية في طرابلس، زائد الاوتوستراد السريع، الى 10 مليارات دولار. وعن طريق الـ BOT تصبح التكلفة اقل من ذلك بكثير.
● هذان المشروعان سوف يحرّكان العجلة الاقتصادية لسنوات كثيرة مقبلة، ويرأبان صدع الركود الاقتصادي، اضافةً الى توفير فرص عمل بعشرات الآلاف.
● أمن المطار والمرفأ يصبح بيد الدولة بشكل كامل، مما يزيد من ايرادات الجمارك وثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي.
● إنتعاش السياحة في لبنان، بتوفر مرافق سياحية جديدة اقتصادية وغيرها، كان يصعب ايجادها قبلاً.
● حركة البناء سوف تمتد لسنوات عندما تتوفر عقارات المرفأ والمطار في بيروت، مما يزيد أيضاً من فرص العمل ويحرّك العجلة الاقتصادية.
● ترتفع قيمة العقارات في المناطق التي ذُكرت بما يقدّر بمئات المليارات من الدولارات، مما يزيد من ثروات اللبنانيين ومالكي العقارات، من ضمنها العقارات المملوكة من الدولة.
● خلاصة، هذان المشروعان مربحان للشعب والمدن كافة والدولة إجمالًا WIN-WIN:
- تخفيض العجز التجاري
- سداد معظم الدين العام
- ثراء الدولة ومالكي العقارات في كل لبنان
- تخفيض نسبة العاطلين من العمل بشكل ملحوظ
- امتلاك الدولة مطار دولي عصري له قدرة استيعاب واسعة، ومرفأ ضخم عصري، يستوعب جميع انواع البواخر بما فيها حاملات البترول والغاز الضخمة.