61924 غادروا لبنان هذا العام: طلبات الهجرة تتابع تحليق أرقامها!
61924 غادروا لبنان هذا العام: طلبات الهجرة تتابع تحليق أرقامها!

أخبار البلد - Thursday, July 1, 2021 6:38:00 AM

باميلا كشكوريان السمراني - الديار 

بات حلم الكثير من اللبنانيين هو الهجرة إلى دولة تحتويهم من قساوة العيش في بلدٍ يعاني أسوأ أزمة اقتصاديّة منذ الحرب الأهليّة بين عاميّ 1975 و1990، لعلّهم يحصلون على جرعة أمل فُقدت في وطنهم الأم.


 
الدولية للمعلومات نشرت مع بداية 2021 تقريراً يشير الى أنّه منذ منتصف كانون الثاني ومنتصف تشرين الثاني غادر لبنان 61924 لبنانيًا مقارنة 41766 لبنانيًا خلال المدّة عينها من العام الفائت، أيّ بزيادة 42 بالمئة غالبيتهم من الشباب ومن خريجي الجامعات، فالشباب اللبناني يبحث عن فرص عمل واستقرار في الخارج نظرا لوعورة الأوضاع الاقتصاديّة وصعوبتها في لبنان.

لا ريب في أن الاحتجاجات الشعبية المستمرة من حين لآخر في لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، والتأخير في تشكيل الحكومة، هي دوافع للبنانيين نحو الهجرة التي باتت مخططتهم الوحيد.

شباب لبنان بين من يتجّه للسفر ومن يخلق من الضّعف قوّة وفرصة!

ماريا (21 عاما)، طالبة علم نفس في الجامعة اللبنانية قالت في دردشة مع الديار: «قدّمت أوراقي للهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية لمتابعة دراستي في ظلّ الأوضاع الاجتماعية والأمنية المخيمة على لبنان خاصّة وأنني سأكون مُحاطة بأقاربي الذين كانوا قد أخذوا قرار الرّحيل في وقت سابق، وكان قرارهم صائب».

وأضافت: «في الأيام العادية حيث لم تكن قد بدأت الثورة بعد ولم تظهر جائحة كورونا، كُنّا كطلاب نعاني من الإضرابات المتواصلة التي كانت تُهدّد عامنا الدراسي في الجامعة اللّبنانية، وفي العامين الماضيين عانينا من الثورة من جهة وكورونا من جهة أخرى فتأكّدنا أنّ قدر الدراسة في لبنان محكوم عليه مؤبّد مع الأشغال الشّاقة مدى الحياة، (حتّى الطموح بدنا نتبهدل تنحققو)!».

وتابعت: «لذا قدّمت منذ مدّة وجيزة طلب إكمال الدراسة عبر موقع السفارة والجامعة وكانت النتيجة إيجابية، ومن المتوقع أن أنتقل للعيش هناك بعد أشهر».

وبتعجب زادت بقولها: «لا أعلم إن كان ما حصل معي أعجوبة إلاهية؛ فالجميع يدرك صعوبة الانتقال للعيش في الولايات المتحدة الأميركية والتعقيدات التي تحصل، ربما ما عجّل بالأمر هو الأوضاع التي تحلّ على لبنان، كما أنني طالبة جامعية متفوقة».

خيبة الأمل لدى اللبنانيين كبيرة؛ فأيًا كان مستوى تعليمهم، فإن الوظائف غير متوفرة، وحتى الرواتب لا تؤمن احتياجاتهم، وهو ما ساهم في تصعيد الاحتجاجات الراهنة غير المسبوقة.

حال روي (28 عاماً) ليست أفضل معيشياً ومادّياً من حالة ماريا الا أنّه لا زال يتمسّك بوطنه ولم يفقد الإيمان ببناء لبنان الّذي لطالما حلم به فيقول للدّيار: «أنا موظّف في شركة خاصّة منذ 7 سنوات أتقاضى راتباً لا بأس به الا أنّه لا يُخوّلني تأسيس منزل والتفكير في الزواج وبناء عائلة خاصّة.

في الفترة الأخيرة التي شهدت انهياراً اقتصادياً شلّ البلد وأهله، فرحت أُفكّر بحلول بديلة بعيدة عن فكرة الهجرة والسفر إيماناً منّي ببلدي، وبشعب بلدي ليس بسياسييه، لأنّ الشعب هو من يبني الوطن، فقررت تأسيس عمل حرّ بجانب وظيفتي يُضيف الى مدخولي ومن ناحية أكون أساهم في انعاش اقتصاد الوطن لو بحركة صغيرة وخفيفة، فيجب على الجميع الإيمان بلبنان والإيمان بأنّ الشّعب هو من يصنع القرار وبهذه الطريقة يستسلم أهل السلطة ونبني وطناً بسواعد شبابه وأهله، لأن ّ الحياة والفرح والسلام والإطمئنان يليقون بلبنان...».

علم الإجتماع يُشرّع السفر...

علمياً تشرح الدكتور هيلين سيف وهي المتخصصة في علم الإجتماع للدّيار بأنّ وجهتيّ نظر كلّ من ماريا وروي منطقيتين، فكلّ منهما يبحث عن بناء مستقبله على طريقته، فتعتبرّ أنّه: «بات محسوماً أنّ الوضع اللّبنانيّ اجتماعياً بحالة غثيان والنجدة بعيدة المنال فبات الفرد يبحث بنفسه عن خلاصه».

وتُضيف: «لطالما كان لبنان بلد المطّبات والحروب وتبدّل السلطات والمظاهر الإجتماعية، الا أنّ الحرب اليوم اقتصادية بتّة، وأصبحت بالنسبة للمواطن اللّبناني بمثابة حرب أعصاب فمن البديهي أن يفقد السيطرة وأن يخرج من ذاته بحثاً عن سبل الإستمرارية والعيش بكرامة لو بأدنى الطرق. فالتبدّل الديموغرافي أصبح واضحاً وتفاوت الطبقات الإجتماعية يرتفع بحيث أنّ الطبقة الوسطى انقرضت نسبياً والطبقة الغنية فعلياً توازي الفقيرة بما أنّ الأزمة الإقتصادية أتت على حجز الأموال في المصارف».

وعن النسب المرتفعة والإقبال على طلبات السفر والهجرة في مكاتب السفريات والسفارات، ترى «سيف» أنّ الأمر مُتوقّع وبديهي ومن المتوقّع أكثر هو ارتفاع النسب بعد رفع الدّعم عن كافة المنتوجات خاصّة في حال لن يتمّ إعادة جدولة الحدّ الأدنى للأجور لتتماشى مع زيادة الأسعار.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني