كريم حسامي
بعد فوز المرشح ابراهيم رئيسي بالرئاسة الايرانية خلف روحاني، يُتوقع ان يكون هناك تغييرات جوهرية لها علاقة بالتشدد بالسياسات الايرانية عدا الخارجية المتعلقة بالمفاوضات النووية وهذا ما ألمح اليه الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد من أن "سياسة بلاده الخارجية لن تتغيّر كثيراً في المدى المنظور".
وعلى الرغم من استمرار الجمهورية الاسلامية في تخصيب اليورانيوم بنسب مرتفعة تُهدّد بالوصول الى امتلاك السلاح النووي قريباً ووصول رئيس مدرج على لائحة العقوبات، إلّا أن المفاوضات مستمرة بزحم كبير لن توقفه نزعة الرئيس الجديد المتطرفة لأن الهدف الرئيس رفع بعض العقوبات عن كاهل البلاد. لذلك، عادت الوفود التي تمثل الدول المشاركة في المحاثات الى عواصمها للتشاور قبل البتّ في إذا كانت ستكون الجولة السابعة هي الأخيرة أم قبل الأخيرة قبل التوصل الى الاتفاق في حدود نصف آب المقبل بعد تسلّم رئيسي الرئاسة من روحاني رسمياً.
في السياق، وُلِدَت حكومة إسرائيلية جديدة أطاحت بحقبة الـ12 عاماً لـ"بي بي" نتنياهو لكنها أكثر تطرفاً منه، ما يثير المخاوف من احتمال عرقلتها الجهود الدولية لاحياء الاتفاق النووي فيما يبدو أنه احتمال ضعيف نظرا للمواقف الاسرائيلية الاخيرة.
لا مفاجآت
وانطلق قائد الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إلى واشنطن ليل السبت الماضي حاملاً مهمّة صعبة للتغلب على الخلافات السياسية مع إدارة بايدن بشأن إيران. وزاد تعقيد مهمته تأكيد وزير الخارجية يائير لبيد لوزير الخارجية أنطوني بلينكن الخميس الماضي أن إسرائيل لن تفاجئ الأميركيين في أي موضوع، في ما ذهب وزير الدفاع بيني غانتس أبعد من ذلك واعداً بـ "حوار هادئ" قبل أي عمل إسرائيلي.
نُقلت هذه التأكيدات إلى إدارة بايدن قبل انعقاد مجلس الوزراء الأمني المصغر الأحد الماضي بعد وصول رئيس الاركان الإسرائيلي إلى واشنطن.
توازياً، تفاجأ الوسط السياسي والعسكري بتقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" مفاده أن الولايات المتحدة تُقلّل من حجم قوات دفاعها الجوي في الشرق الأوسط، في مؤشر الى "التقدم" المحرز في مسار مفاوضات فيينا.
وقرّر بايدن أن التهديد النووي الإيراني قد انحسر بما يكفي لسحب الباتريوت وأنظمة الدفاع الجوي الأخرى وأسراب سلاح الجو وطواقمها من الشرق الأوسط، وخاصة من السعودية التي تتعرض للهجمات الحوثية.
قنبلة تُسبّب تسونامي؟
الى ذلك، أشار الخبيران النوويان الاسرائيليان ديفيد أولبرايت وسارة بوركهارد إلى التقدم الذي أحرزته طهران نحو سلاح نووي منذ وصولها إلى درجة 60 بالمئة من اليورانيوم المخصّب المحظور. هذه النسبة "يمكن استخدامها مباشرة في المتفجرات النووية" دون اللجوء إلى نسبة 90 بالمئة باستخدام أجهزة الطرد المركزي عالية السرعة من طراز IR-6.
تنتج إيران حالياً 0.126 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة يوميا وستكون قد جمعت ما يكفي من المواد لبناء نووي واحد في غضون عام وثلاثة أشهر، كما يقول الخبراء.
من خلال إضافة مجموعة ثانية من أجهزة الطرد المركزي إلى عملية التخصيب، يمكن لإيران أن تقطع هذا الجدول الزمني بثمانية أشهر. أما مع أربع مجموعات، فستكون إيران قد راكمت ما يكفي من 60 بالمئة من اليورانيوم لبناء سلاح نووي في غضون أربعة أشهر فقط.
يدرك الجيش الاسرائيلي مع أجهزة الاستخبارات هذا الواقع المرير لدولة إسرائيل، وبالتالي قد يكون هذا الواقع هو السبب في ظهور تحركات أمنية ميدانية على طول ساحل المتوسط لإسرائيل تشي باستنفار الجهود لأخذ احتياطات تفادياً لوقوع تسونامي.
على الرغم من كون الوضع في البحر على طول هذا الساحل هادئا جداً إلّا أن المراقبين يدرسون إمكانية تحليق طائرة تجارية إيرانية بعيداً في البحر مقابل الشاطئ الإسرائيلي وأن تلقي قنبلة نووية واحدة فقط في الماء.
وهو خيار تردّدت معلومات وتقارير على أنه راوَدَ القيادة الايرانية، وإن حصل، ستتم إزالة أكثر مناطق وسط إسرائيل كثافةً والتي تنطلق من تل أبيب.
هذا السيناريو يدفع بالسياسة الاسرائيلية لاقناع واشنطن بوجوب عدم إعطاء إيران متنفّس في الاتفاق يسمح لها بمواصلة سياستها الترهيبية في المنطقة، خصوصاً انتاج قنبلة نووية، فهل تنجح؟