بالرغم من الفساد الذي كان موجودا منذ البداية، وبالرغم من ان الفرص كانت لا تزال مفتوحة امامه ليعمل على جمع ثروته الخاصة، الا أنه رفض ان يتمثل بمن سبقوه وقرر ان يعمل بنزاهة ووضوح كما يليق بوزير داخلية، وعلى هذا الأساس انطلق محمد فهمي بالعمل في وزارته بشفافية واخلاص.
لم تتوقف الاجتماعات التي عقدها فهمي حول العلاقات مع المملكة العربية السعودية بغية الحفاظ على متانتها، بل ظهر جليا عمله الدؤوب في هذا الملف.
هو الوزير المقدام الذي يتواجد في كل المداهمات بشجاعة، وباشرافه وحركته اللولبية والتي لا تتوقف تعلن "الداخلية" يوميا عن توقيف وضبط عمليات تهريب كبتاغون في مطار بيروت، علما ان هكذا عمليات كانت تمر في السابق ولم يكن يسمع بها حتى، الا ان التشديدات التي فرضها وزير الداخلية خلال استلامه الوزارة حالت دون نجاح هذه العمليات.
وبخطواته الجريئة والحثيثة، منع فهمي ضرب صورة لبنان في الخارج مع الحد من عمليات التهريب وخصوصا مع الدول العربية والخليجية والسعودية تحديدا.
ولا بد من التشديد على ان ادارته لوزارة الداخلية ووقف المخالفات والتزوير والتنفيعات والرشاوى والتراخيص للمقالع والمرامل انجاز لم ينجح اي وزير سبقه بانجازه او اتمامه، في حين ان ممن سبقوه هناك من جمعوا الثروات من موضوع التراخيص وخاصة عندما أعطيت التراخيص لمحال لعب البينغو.
أما عن الوضع بالاجمال، فان الأجواء العامة تشير الى عدم تشكيل حكومة في المدى المنظور، ما يعني ان الانتخابات ستتم بطريقة ناجحة للمرة الاولى بادارة مستقلة حقيقية هي ادارة فهمي الذي يستطيع ان يدير معركة انتخابية ناجحة ونزيهة وشريفة.
وبهذه الانتخابات يكون لبنان قد سجل للمرة الأولى عدم تبديل صناديق الاقتراع واطفاء الانوار لتنفيذ عمليات الغش.
اذا وبكل بساطة واختصار، الوزير محمد فهمي، الصادق والنزيه والذي يعمل بشفافية تامة، هو رجل المهمات الصعبة في الظروف القاهرة، وربما لبنان يفتقد لعديد رجال بصفات مماثلة حتى يخرج من نفقه المظلم.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا