ابتسام شديد - الديار
الاهتمام الفرنسي بتأليف الحكومة تراجع الى نهاية سلم الأولويات كما يؤكد زوار العاصمة الفرنسية ومن تواصلوا مؤخرا مع المسؤولين الفرنسيين، و بحسب الزوار لم يعد الفرنسيون يعطون اهمية للموضوع الحكومي سواء حصل التأليف او اعتذر الرئيس المكلف "لا فرق" طالما المحاصصة مكملة في توزيع المكاسب الوزارية والفساد مستشري ولبنان يسير نحو الدمار الكلي وتوقف القطاعات وانحلال الدولة ولا أحد يسأل الا عن كيفية حفاظه على موقعه وعودته الى السلطة.
"اليأس الفرنسي" من المسؤولين بلغ ذروته بتجاهل السياسيين في لبنان لمبادرتهم وعدم القيام بوقف الانهيار. خيبات الأمل أيضا لاحقت القرنسيين من اللحظة التي وطأت فيها قدم الرئيس ايمانويل ماكرون لبنان في اعقاب انفجار 4 اب حيث لم ينجح ماكرون في تحقيق اختراق لعقول السياسيين لمعرفة كيفية ادارتهم للأزمات.
"باريس المصدومة" لجأت الى طرق باب أخر بالتوجه لمساعدة ودعم الجيش والمؤسسة العسكرية ، اذ يعتبر الفرنسيون ان دعم الجيش يمر باليات شفافة من دون المرور بالقنوات السياسية، وهي مهدت لذلك باستقبال مميز واستثنائي لقائد الجيش في الإليزيه وما تبعه من لقاءات أجراها العماد جوزف عون في زيارته الأخيرة الى فرنسا، اذ حرص الفرنسيون على اظهار الحفاوة والتقدير لشخص قائد الجيش ودور المؤسسة العسكرية في ترسيخ الاستقرار حيث يمكن ان يكون عن بديلا "صادقا" عوضا عن السياسيين الذين قطعت باريس العلاقة بهم بعد اعلان الخيبة من أدائهم...
زيارة قائد الجيش المخصصة لتمنيع الجيش وتعزيز وضعه العسكري والصحي والغذائي تحسبا لمواجهة السيناريوات الخطيرة تستكمل بمؤتمر الدعم المقرر عقده في ١٧ من الشهر الجاري والمتوقع ان يسبقه زيارة للموفد الرئاسي باتريك دوريل في إطار توفير الآليات والسبل لدعم الأجهزة الأمنية قبل الارتطام الكبير.
ومع ان التنسيق والتعاون العسكري قائم بين اليرزة ووزارة الدفاع الفرنسية منذ سنوات الا ان الاهتمام الفرنسي له أهداف ودوافع ايضا بعد سقوط المبادرات السابقة حيث يشكل دعم الجيش فرصة للدخول الفرنسي مجددا على الساحة، اضافة الى رد الاعتبار لانتكاسات باريس المتكررة خصوصا ان الدبلوماسية الفرنسية تعتبر نفسها صديقة للبنانيين منذ عقود.عدا ذلك فان العماد جوزف عون تحول منذ 17 تشرين الى شخصية استثنائية بنظر المجتمع الدولي اذ حافظ على وضع المؤسسة العسكرية في انتفاضة الشارع ومواجهة الارهاب وبالتالي فان هذا المجتمع يتطلع اليوم الى أدوار أساسية للمؤسسة العسكرية لحظة الارتطام الكبير لاعتبارهم ان الجيش هو الضامن الوحيد وصمام الأمان لأن الوضع خطير والقوى السياسية لا يمكن الاعتماد والمراهنة عليها.
مؤتمر الدعم يأتي نتيجة لزيارة العماد عون الى باريس ونتيجة جهود واتصالات قامت بها اليرزة لمؤازرة القيادة في تخطي التداعيات الاقتصادية والاجتماعية ففي نيسان الماضي أعلن الجنرال عون مواقف صادمة بسؤاله المسؤولين" لوين رايحين..بدكن جيش ام لا"، حيث ان أولوية اليرزة لتحصين المؤسسة لمواجهة التحديات تتقدم على الأمور الأخرى، فلقاءات باريس ركزت بشكل أساسي على وضع الجيش والمخاطر الأمنية وملف النازحين وتداعياته اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا ومسائل لوجستية وعسكرية على اعتبار المرحلة أسوأ المراحل التي مرت بها المؤسسة العسكرية.
هدف المؤتمر الذي يعقد بعد ظهر 17 حزيران من الشهر الجاري عبر تقنية الفيديو كونفراس الاضاءة على الوضع الحالي للقوات المسلحة اللبنانية والبحث في سبل مساعدتها ماديا.