كريم حسامي
في ظل انهيار الاوضاع في لبنان والاطاحة بصعوبة برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من الحكم بعد تأليف معارضيه حكومة ستأخذ الثقة الاسبوع المقبل، تتضارب المعلومات حول إلغاء "مسيرة الأعلام" غداً أم لا، لكن الأكيد أن رئيس الوزراء الاسرائيلي يتلقى صفعات متتالية وتخرج الامور عن سيطرته ميدانياً، خصوصاً وسط تحذيرات من إعادة تفجير الاوضاع في القدس واندلاع جولة جديدة في غزّة.
وقالت جماعات دينية قومية في اليمين إنها تعتزم تنظيم “مسيرة الأعلام” المثيرة للجدل في البلدة القديمة بالقدس في 10 الجاري، بعد أن ألغت الشرطة مسيرة “يوم أورشليم القدس” السنوية في منتصف الحدث في 10 أيار الماضي عندما أطلقت حماس صواريخ باتجاه المدينة.
عدم اليقين حول المسيرة يعود الى رغبة طيف كبير من المجتمع الاسرائيلي بالتخلّص من نتنياهو وإزاحته عن الساحة السياسية بالكامل، مستغلين تهديدات حماس اليومية من أن المسيرة ستُفجّر الاوضاع مُجدّداً في القدس وغزة. وطلب وزير الخارجية الاسرائيلي غابي أشكنازي من نتنياهو إعادة النظر بالقرار، إضافة الى زيارة وزير الدفاع بني غانتس واشنطن من أجل تهدئة الامور، في وقت أن منظمات صهيونية تدعو لاقتحام المسجد الأقسى غداً ردّاً على قرار إلغاء المسيرة، بعد منع الشرطة نائب عن الصهونية السياسية من اقتحام المسجد الثلثاء.
غير أن ما يخشاه المراقبون أن يتمرّد نتنياهو على السُلطات ويفي بوعده بالاطاحة بالحكومة الجديدة ويطٌبق ما حذّر منه رئيس حزب "يمينا" ورئيس الحكومة الإسرائيلية المحتملة نفتالي بينيت، نتنياهو، بألا يترك وراءه أرضاً محروقة.
اتهام خطير لمصر
في غضون ذلك، اتهم الجيش الإسرائيلي رئيس المخابرات العامة المصرية الجنرال عباس كمال بلعب لعبة مزدوجة عندما توسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، يعمل الجنرال كمال بشكل منهجي على التراجع عن مكاسب الجيش الإسرائيلي في العملية العسكرية الأخيرة والسماح لقادة حماس بتعزيز إمكاناتهم فضلاً عن العمل من أجل تحقيق أهداف عدة بينها تعزيز مكانة الرئيس عبد الفتاح السيسي مع إدارة بايدن وتقديمه كلاعب وحيد قادر على التعامل مع الملف الفلسطيني ولتلميع صورته كرائد في عواصم الخليج العربي.
وبين الاهداف أيضاً تقزيم نجاح إسرائيل وسمعتها العسكرية، حتّى لو كان هذا يعني السماح لحماس باطلاق رشقات صاروخية أخرى لكسر ردع الجيش الإسرائيلي.
وكانت العلاقات الاميركية-المصرية في أدنى مستوياتها عند وصول بايدن للرئاسة حيث أنه وضع أولويته ملف حقوق الانسان في مصر من دون اي تواصل بين السيسي وبايدن، غير ان الحرب على غزة فرضت تواصلا كهذا من اجل ان تتوسط مصر بين اسرائيل وحماس.
لذلك، ليس مؤكدا ممّا إذا كان الجنرال كمال يتصرف بناءً على أوامر الرئيس السيسي أم أنه عميل وحيد بموافقة رئاسية صامتة.