رغم استمرار حرب البيانات على جبهتي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، لم تنقطع حركة الاتصالات، سواء بين عين التينة وبيت الوسط، او بين المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» حسين خليل، مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وكما يبدو جلياً فإنّ هذه الاتصالات لم تصل بعد الى الخواتيم المرجوة منها، وقد أقرّت مصادر مشاركة بالمساعي الجارية، بوجود صعوبات جدية تعكس اتساع الفجوة الفاصلة بين الطرفين. وقالت لـ»الجمهورية»: المسألة ليست سهلة على الاطلاق، خصوصاً انّ أجواء الطرفين ما زالت متأثرة بالنبرة العالية الحدة للبيانات الهجومية المتبادلة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل ومن خلفهما الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.
ولفتت المصادر إلى أن الأولوية التي تقدمت حالياً في حركة الاتصالات الجارية، هي حمل الطرفين على وقف الحملات الإعلامية بينهما، لأنّ استمرارها بالتأكيد سيعمّق الخلاف ويعقّد الأمور أكثر. لذلك، فإنّ الطرفين مطالبان بموقف مسؤول في هذا الاتجاه.
ورداً على سؤال، قالت المصادر: فضّلت عدم الخوض في تفاصيل ما جرى النقاش حوله، واكتفت بالقول ان ثمة افكاراً عديدة عرضت للبحث، وكان من المفترض ان تتمّ المقاربات بروحية جدية. كنّا نأمل في ان يفضي التواصل المباشر او غير المباشر مع الاطراف الى تقدم نوعي وهذا الأمر لم يحصل مع الأسف، ولكن حتى الآن ورغم الاصوات العالية، لا نستطيع ان نقول انّ الامور مقفلة، بل نعتقد ان التفاهم ما زال ممكناً وشرطه الاساس صفاء النيات والاستعداد للحلول، علماً انّ الطرفين يؤكدان استعدادهما للتجاوب مع مبادرة الرئيس بري، وما نأمله هو ان يقترن هذا التأكيد بالفعل.
وعمّا اذا كانت المصادر تتوقع بلوغ ايجابيات وسط هذا الجو المتوتر: أزمة البلد صارت اعمق واخطر ممّا كنا نتخيّل، ونحن نسابق الوقت، والايام المقبلة يفترض ان تكون حاسمة، ونأمل ان تصل الاتصالات الى خواتيم ايجابية تفضي الى تفاهم على تشكّل حكومة.