كريم حسامي
في وقت لا يزال العالم منشغل بما حصل في غزة مع المساعي المصرية المستمرة لتثبيت وقف اطلاق النار، تشتد المواجهة الايرانية الداخلية مع اقتراب الاتتخابات الرئاسية الايرانية في 18 حزيران الجاري ويستفيد منها عدد من القوى الخارجية.
يدخل الحابل بالنابل عند التحدث عن الانتخابات فالاطراف الايرانية الداخلية تستغلها لايصال رسائل لبعضها حيث أنّ المتشددين الذين يعارضون أيّ اتفاق مع الولايات المتحدة يعملون مع مجلس صيانة الدستور على سحب اسماء مرشحين معتدلين وهذا ما يفعله ايضا المعتدلين عبر سحب اسماء مرشحين متشددين كمحمود احمدي نجاد، وكل لمصلحته إن كان من أجل عرقلة التقدم في محادثات فيينا او رفع التحدي أمام أميركا وأوروبا.
وفي السياق، نرى أن الحكومة الإيرانية مستعجلة اكثر من إدارة بايدن للتوصل الى اتفاق لرفع العقوبات عنها وهذا ما أكده الرئيس حسن روحاني قائلاً أن "الحكومة تريد اللتوصل لاتفاق مع أميركا على رفع العقوبات قبل انتهاء صلاحياتها في الانتخابات". غير أنها لا يمكن أن تتنازل أكثر وتوافق على رفع العقوبات تدريجيا مقابل العودة التدريجية الى الاتفاق النووي لأنّ المتشددين سيستغلون ذلك للفوز بنقاط في الانتخابات إلا ان الوقت بدأ ينفد من الايرانيين، خصوصاً مع بدء العدّ العكسي للانتخابات.
الى ذلك، كان بايدن مصمما على الوصول سريعا الى اتفاق مع ايران واحياء الاتفاق النووي فتسارعت المفاوضات والجهود الدبلوماسية لكنها ما لبثت ان فٌرملت تحت الضغط الاسرائيلي والحرب على غزّة حيث كانت الاجواء شبيهة بحرب اقليمية بين إيران وإسرائيل، فضلا عن الرغبةفي استقصاء نتائج الانتخابات وما اذا كان الحرس الثوري سيستلم الرئاسة رسمياً، فيما الجمهورية الاسلامية تحبس اوضاع لبنان والعراق واليمن بانتظار ما ستؤول اليه التطورات.
والتقارير تفيد ان اتفاقا على رفع العقوبات اصبح قريبا، لذلك قال كبير المفاوضين الايرانيين اننا بلغنا آخر مراحل التفاوض على المسائل الخلافية ما يوحي ان الادارة الاميركية تريد اعطاء دفعة للاصلاحيين على حساب المتشددين لانهم الطرف الاسهل للتعامل معه.
فالتحول في المنطقة سيكون كبير مع استلام الحرس الثوري الرئاسة في ايران على الرغم من سيطرته على أربعة عواصم عربية ميدانياً، لذلك قرر بايدن محاولة اعطاء هذه الدفعة للمعتدلين الذي يقودون المفاوضات غير ان نتنياهو المنتهي سياسيا هدده بالقول انه يفضل مهاجمة ايران على الصداقة معه.
الايام والاسابيع المقبلة ستظهر ان الولايات المتحدة التي باعت النفط الايراني بعدما استولت عليه في آذار الماضي، لا تبالي بمن سيحكم ايران فيما ترى أهم سيناتوراتها موجودون في القدس من اجل ضمان تقوية القبة الحديد (iron dome) بملايين دولارات دافعي الضرائب الأميركيين.