كشف تقريرٌ نشره "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن "حزب الله" رفع مؤخراً من وتيرة تهريب المحروقات المدعومة من لبنان إلى سوريا، لافتاً إلى أنّ "هذا الارتفاع في إطار تواصل سعي إيران لبسط نفوذها الكامل في سوريا على الرغم من المزاحمة الروسية الشرسة والصراع الدائر بينهما".
وأشار التقرير إلى أنّه "مع تغلغل إيران وبسط سطوتها على مختلف جوانب الحياة السورية، العسكرية منها والاقتصادية والحياتية، عبر أذرعها وميليشياتها الموالية لها من جنسيات سورية وغير سورية، يبرز دور حزب الله "القوة الضاربة الأولى" لإيران في سوريا".
ورأى التقرير أنّ "حزب الله يحقق ثروات طائلة ويعيث فساداً على حساب أبناء الشعب السوري، من تجارة كبيرة للمخدرات إلى حقول النفط برفقة الإيرانيين فضلاً عن المحروقات".
ونقل المرصد عن مصادره تأكيدها وجود "تصاعد كبير في عمليات تهريب المحروقات من لبنان والمتاجرة بها في سوريا، من قبل حزب الله إلى جانب قوات الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد" شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.
واعتبر "المرصد" أنّ هذه التجارة تأتي في إطار "استغلال العقوبات الاقتصادية المفروض على النظام" و"وسط عجز الأخير عن تلبية احتياجات المواطنين ما يدفعهم إلى التوجه نحو السوق السوداء".
وبحسب المرصد، يقوم "حزب الله" بجلب المحروقات، وعلى رأسها البنزين والمازوت، من لبنان إلى سوريا عبر معابر غير شرعية في الريف الحمصي، لتتحول المنطقة هناك إلى إحدى كبرى منابع المحروقات في السوق السوداء بسوريا، وتنتقل منها المواد إلى باقي المحافظات.
ووفقاً لمصادر "المرصد"، فإنّ أسعار المحروقات التي يستقدمها حزب الله تبلغ التالي: 2000 ليرة سورية للتر الواحد من المازوت، و2500 ليرة سورية للتر الواحد من البنزين "95أوكتان"، بينما الأسعار الرسمية التي يعتمدها النظام هي 185 ليرة سورية للتر الواحد من المازوت، و750 ليرة سورية لكل لتر من البنزين.
ولاحظ المرصد أن "حزب الله" يقوم ببيع المحروقات بـ5 أضعاف سعرها في لبنان، فعلى سبيل المثال يبلغ سعر "تنكة" البنزين في لبنان 3 دولارات أميركية، بينما يتم بيعها في سوريا بنحو 16 دولاراً أميركياً.
وأشار المرصد إلى وجود "أكشاك" مخصصة لبيع المحروقات المهربة من قبل حزب الله، انطلاقاً من قرب مصفاة حمص وصولاً إلى جسر تينة على امتداد خط يتخطى الـ3 كلم، فضلاً عن نقل المحروقات المهربة إلى باقي المحافظات.
وختم "المرصد" تقريره قائلاً: "مما سبق يتضح الثروة الهائلة التي تُدر لحزب الله اللبناني من خلال المتاجرة بأزمات الشعب السوري، لاسيما في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام، أي أن بصورة أو بأخرى، باتت العقوبات الأميركية سبيلاً يجني من خلاله الحزب ثروات طائلة، والمواطن السوري هو من يدفع الثمن في كل مرة".