كرّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوته "لعقد مؤتمرٍ دولي تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة لحلّ مشاكل لبنان"، مشدّداً على "ضرورة الاتّجاه نحو الحياد".
ورأى البطريرك الراعي في عظة الأحد أنّ "هناك جزءاً من الأزمة مفتعل بسبب الجشع والاحتكار"، داعياً إلى "ترشيد الدعم من دون المس بالاحتياط المالي في مصرف لبنان الذي هو مال المودعين. وهو خصوصا مال الطبقتين الوسطى والفقيرة، لأن الباقين حولوا أموالهم إلى الخارج، على ما يبدو".
وأضاف: "بين تأخير التمويل وهو كاف لحاجة السوق اللبنانية، وبين تخزين الأدوية المستوردة وتكديسها في المخازن من دون توزيعها رغبة بالكسب بعد رفع الدعم، وبين فقدان رقابة وزارة الصحة والأجهزة القضائية والأمنية على هذه المخازن والصيدليات، وبين التهريب والتلاعب في قواعد التوزيع، بين كل ذلك، يدفع المواطنون ثمن هذا الاستهتار بالحياة. فمن واجبات الأجهزة الأمنية والقضائية ومؤسسات الرقابة، القيام بدهم المستودعات ووقف الإحتكار، وإغلاق معابر التهريب".
وسأل: "ما هذا التقصير العام؟ هل أضربت جميع مؤسسات الدولة؟ أنحن أمام دولة متواطئة بكاملها على شعبها بكامله؟".
وتابع: "إننا من الناحية الإنسانية، إذ نتفهم الموقف السياسي للدول الشقيقة والصديقة التي تربط مساعدتنا بتأليف حكومة تقوم بإصلاحات جدية، فإن الوضع المأسوي الذي بلغه الشعب يدفعنا لنستحث هذه الدول على مساعدة هذا الشعب قبل فوات الأوان. فالشعب بريء من دولته، ومن خياراتها، ومن حكومته، ومن الجماعة السياسية عموما".
وقال: "إن شعب لبنان يستحق المساعدة لأنه يستحق الحياة، وأنتم تعرفونه. أما من الناحية الوطنية، ما من مخرج من أزماتنا السياسية والإقتصادية والمالية والمعيشية إلا بعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية منظمة الأمم المتحدة".
وأوضح أنّ "غاية المؤتمر: 1- تطبيق قرارات مجلس الأمن بكاملها، إستكمالا لتطبيق وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن مؤتمر الطائف (1989) بكامل نصها وبروحها.
2- إعلان حياد لبنان بحيث يتمكن من أن يؤدي دوره كوسيط سلام واستقرار وحوار في بيئته العربية، وكمدافع عن القضايا العربية المشتركة، فلا يكون منصة للحرب والنزاع والسلاح.
3- إيجاد حل لنصف مليون لاجئ فلسطيني على أرضه، والسعي الجدي لعودة النازحين السوريين المليون ونصف المليون إلى وطنهم، وممارسة حقوقهم المدنية على أرضه. فلبنان المنهوك تحت وطأة الأزمات، لا يستطيع حمل عبء نصف سكانه مضافا".