عقد المكتب السياسي لحركة أمل اجتماعه الدوري برئاسة الحاج جميل حايك، وحضور الاعضاء وفي نهاية الاجتماع صدر بيان جاء فيه "حيّا المكتب السياسي لحركة أمل الشعب الفلسطيني على إتساع المواجهة في كل فلسطين مُكبراً المقاومة البطولية والصمود الإسطوري للمجاهدين على جبهات القتال في مواجهة آلة القتل الصهيوني التي عملت ومن خلفها قادة الكيان الغاصب على فرض وقائع تجزئة وتقسيم جغرافية فلسطين وشعبها، لتعيد غزة اليوم بملحمة الصمود والإنتصار القضية الفلسطينية إلى موقعها المركزي للعرب والمسلمين ولأحرار العالم، ولتفضح المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بإعتبارها مؤسسة عصابات لا تجيد إلا قتل المدنيين والاطفال والعزل، وإستهداف المباني السكنية ويعجز جنودها عن المواجهات بالميدان، وليُسقط القادة الصهاينة كل ما ادعوه، ليعودوا كما هم عصابات جريمة منظمة انشأ لها الاستعمار كياناً غريباً على حساب الشعب الفلسطيني والعالم العربي".
وأمل المكتب ان "يرى تحولات إستراتيجية كبرى على مستوى القضية الفلسطينية والمنطقة والعالم قد ولّدها صمود الفلسطينيين في غزة والأقصى وداخل اراضي 1948، من تجلياتها حجم الاسئلة الوجودية التي تُطرح اليوم في اروقة القرار الصهيوني حول بقاء الدولة والكيان وإمكانية إستمرار الاحتلال وقهر الفلسطينيين بالعنف والارهاب، وتجاوز حقوقهم المشروعة بالدولة وعودة اللآجئين، هذه الاسئلة الذي اعاد انتاجها حجم التفاعل الشعبي في فلسطين والعالم العربي وعواصم القرار الكبرى التي تضج اليوم بتظاهرات الاحتجاج والإدانة لإسرائيل ووصمها بإقامة نظام فصل عنصري".
وترى الحركة أن "المعركة التي عنوانها القدس والاقصى، قد اطاحت بكل مخططات التسوية وصفقات قرن ومشاريع تطبيع ليعود الصراع إلى بداياته، وحكماً ستتحقق غاياته ومآلاته بالتحرير والنصر لأن حقاً وراءه مطالب لن يضيع، وأن قضيةً شعارها القدس لن تُهزم لأن القدس كما قال إمام الوطن والمقاومة القائد السيد موسى الصدر (إن حياتنا دون القدس مذلة)".
ولفت أن "المقاومة اليوم أعادت الكل الفلسطيني في الضفة وغزة وفي مدن فلسطين المحتلة عام 1948، لينتظم في مواجهة الكل الصهيوني تتحمل بإباء وشرف ضريبة هذا الصراع الذي سيأتي بالعز والكرامة".
وأضاف، "في الذكرى الثامنة والثلاثين على إتفاق الذل والعار، إتفاق 17 أيار 1983، يقف المكتب بإسم حركة أمل رئيساً وكوادر ومجاهدين، وبإسم شعبنا الأبي بإكبار وإجلال أمام روح الأخ الشهيد محمد نجدي شهيد إسقاط الإتفاق الخياني الذي أسقطته حركة أمل بقيادة الأخ الرئيس نبيه بري والقوى الوطنية، بعد أن حاول العدو الإسرائيلي فرضه على لبنان بالإستناد إلى آلته العسكرية والسلطة اللبنانية التي أوجدها الإحتلال، والذي أراد من خلاله إخراج لبنان من دائرة إنتمائه العربي، وجعله جرماً صغيراً يدور في الفلك الإسرائيلي منتقصاً من سيادته الوطنية، فارضاً وقائع سياسية تتعارض كلياً مع المصلحة الوطنية".
وتابع، "في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة تحت ضغط العدوان الصهيوني على فلسطين وإعادة ترتيب اوراق ومواقف اللاعبين الاقليميين والدوليين، ترى الحركة أن لبنان يجب أن يتحلى برؤية إستراتيجية للوقائع الناشئة، وأن يعمل على قطع الطريق على أية محاولة للإنتقاص من دوره وسيادته ومصالحه وثرواته، وفي أوضاع مواطنيه الاجتماعية والمالية والاقتصادية الخانقة، والتدهور الحاصل على مختلف عنواين الشأن اللبناني، وليس آخر فصوله ما يشهده قطاع الصيدلة كي لا نسترسل في تعداد الانهيارات الاخرى".
ورأى انه "حان الوقت للتراجع عن السقوف العالية والمطالب الضيقة الافق من أجل مصلحة اللبنانيين، وإنجاز تشكيل الحكومة للنهوض بورشة إستدراك الانهيار الشامل، والقيام بالاصلاحات المطلوبة كي لا يكون مصير لبنان ورقة في مهب ريح ما يُرسم للمنطقة".