اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران الياس عودة، في قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس أنّه "معيب حقاً ومخجل أن يكون بلدنا في هذا الوضع المزري ولا نشهد خطوة إنقاذية واحدة، أو تلاقياً بين المسؤولين من أجل مناقشة الوضع وابتداع الحلول".

وشدّد على أنّه "أمام تعاظم الأخطار المالية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية لا بد من تنازلات من قبل المسؤولين".

وأضاف: "نسمع بين وقت وآخر من يتكلم عن محاولة لجمع الأطراف قد فشلت، أو عن سعي لجمعهم لم ينجح"، سائلاً: "هل هكذا تدار الأوطان؟ وهل الحرد أو المقاطعة مسموحان في ظرف عصيب كالذي نعيشه؟".

وأضاف: "الحكومة المستقيلة عاجزة ليس فقط عن إدارة البلد، بل حتى عن وقف الإنهيار أو إدارته، ولم نشهد منذ أشهر إرادة حقيقية لتأليف حكومة تحاول اتخاذ إجراءات سريعة تضع البلد على طريق الإنقاذ".

وسأل: "هل مسموح أن يعادي مسؤول مسؤولاً أو أن يمتنع عن الإجتماع به لاتخاذ الخطوات الضرورية؟ هل يعي من يتولون تعطيل البلد وعرقلة الحلول أنهم يرتكبون خطأ مميتا بحق الوطن والمواطنين؟".

وتابع: "كم نحن بحاجة إلى من يحب بلدنا وشعبه محبة حقيقية صادقة. كم نحتاج إلى مسؤولين وزعماء مستعدين أن يتخلوا عن أموالهم ومراكزهم وكبريائهم بسبب محبتهم الحقيقية لوطنهم. كم نحتاج إلى زعماء متواضعين مثل الرسول بطرس، يتراجعون عن أخطائهم ويذرفون دموع التوبة على ما فعلوه تجاه إخوتهم في الوطن".

ورأى أنّ "منطقتنا تغلي وزعماءنا ما زالوا يعلون أناهم ومصالحهم على كل شيء. وعوض التفكير بلبنان ومصيره في خضم ما يجري من اقتتال هنا ومفاوضات هناك ومحادثات هنالك، هم لا يفكرون إلا بمصالحهم ومستقبلهم ومكتسباتهم، ويتعلقون بحرفية بعض النصوص أو بتفسيرهم الشخصي لها، ضاربين عرض الحائط روحيتها وغايتها".

وسأل: "هل أصبحت السياسة تجارة تبتغي الأرباح والمنافع عوض الخدمة؟ ألا يتألم المسؤول من رؤية طوابير السيارات على المحطات؟ أو من إذلال الناس الواقفين على أبواب البنوك يستجدون حقوقهم؟ ألا يؤلمه مريض يفتش عن الدواء ولا يجده؟ هل يفكر الزعماء المتناحرون بالمريض والجائع والمتسول طعامه؟ ومن أجل من ولماذا مات من مات وشرد الآلاف ممن كان لهم سقف يأويهم؟".

وتابع: "ألم يحن الوقت ليدركوا أن إلغاء الآخر لا يجدي، وأن المطلوب هو تعاون من أجل الإنقاذ، وتحصين البلد من تداعيات الصراعات الخارجية بالتضامن الداخلي والتفاهم من أجل مصلحة لبنان؟".