دعا البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المسؤولين إلى "تحريك مفاوضاتِ تأليف الحكومة"، معتبراً أنّ "الجمودُ السائد مرفوض وبات يُشكِّلُ جريمةً بحقِّ الوطنِ والشعب"، معرباً عن رفضه للمسّ باحتياطي "مصرف لبنان".
وشدّد الراعي في خلال عظة الأحد على "أنّنا نشهد المزيد من الإنهيار الإقتصاديّ والماليّ والمعيشيّ والإجتماعيّ، والغلاء الفاحش في السلع والأدوية حتى فقدان هذه الأخيرة، والتهريب والجشع والإحتكار، ولا سلطة إجرائيّة، ولا قضاء ولا مؤسّسات رقابة".
وأعلن "باسم الجميع رفضَنا وعدم قبولنا:
1- لا نَقبَلُ بتاتاً أنْ تُمعِنَ الجماعةُ السياسيّةُ في قهرِ الناسِ وذبحِ الوطن، وأن تتفرّج على العُملةِ الوطنيّةِ تَفقِدُ أكثرَ من 85 % من قيمتِها، وعلى اللبنانيّين يتسوّلون في الشوارع، ويتواصلَ الغلاءُ الجُنونيُّ.
2- لا نَقبَلُ بتاتاً أنْ تذهبَ أموالُ دعمِ السلعِ إلى المهرّبين والميسورين والتجار، وأنْ يَشتبِكَ المواطنون في المتاجرِ على شراءِ السِلع وأن تُفقَدَ الأدويةُ والموادُّ الغذائيّةُ والوَقود.
3- لا نَقبَلُ بتاتاً المسّ باحتياطيِّ المَصَرفِ المركزيِّ فتَطيرَ ودائعُ الناس.
4- لا نَقبَلُ بتاتاً أنْ تَبقى المعابرُ البريّةُ الحدوديةُ مركزًا دوليًّا للتهريب، والمطارُ والمرفأُ مَمرَّين للهدرِ الموصوف.
5- لا نَقبَلُ بتاتاً أنْ يَستمرَّ الفسادُ في أسواقِ الطاقةِ والكهرباء ويَدخُلَ لبنانُ عصرَ العتمة.
6- لا نَقبَلُ بتاتاً أنْ تهاجرَ الأدمغةُ اللبنانيّةُ والنُخبُ وأهلُ الاختصاص.
7- لا نَقبَلُ بتاتاً أنْ يُعتَّمَ على المرتَكِبين الحقيقيّين ويُبحَثَ عن أكباشِ محارق.
8- لا نَقبَلُ بتاتاً أنْ تُضربَ مؤسّساتُ الكِيان والنظام، ويَستمرَّ إسقاطُ النظامِ السياسيِّ والاقتصاديّ.
9- لا نَقبَلُ بتاتاً أن يُعزَلَ لبنانُ للإطباقِ عليه بعيدًا عن أنظارِ العالم".
وأضاف: "يَتوجّب على المسؤولين تحريكُ مفاوضاتِ تأليف الحكومة. فالجمودُ السائدُ مرفوضٌ، وبات يُشكِّلُ جريمةً بحقِّ الوطنِ والشعب".
وقال إنَّ "بعضَ المسؤولين عن تأليفِ الحكومةِ يتركون شعورًا بأنّهم ليسوا على عجلةٍ من أمرهِم، وكأنّهم ينتظرون تَطوراتٍ إقليميّةً ودوليّةً، فيما الحلُّ في اللقاء وفي الإرادةِ الوطنيّةِ".
وسأل: "أيُّ تطوّرات أخطرُ من هذه التي تَحصُلُ حولنَا الآن؟"، مضيفاً: "إنَّ المرحلةَ تَتطلَّبُ الاضطلاعَ بالمسؤوليّةِ ومواجهةَ التحدّياتِ وتذليلَها لا الهروبَ منها وتركَها تتفاقم. بل كلمّا ازدادت الصعوباتُ كلّما استَدْعت تصميمًا إضافيًّا".
ورأى أنّ "ما يحصل بين إسرائيل والشعب الفِلسطينيِّ الصامِد تَحوّلٌ نوعيٌّ خطيرٌ في مجرى الصراع على الأرض والهوّية. وما يَتعرّض له الفِلسطينيون يُدمي القلوب، لاسيّما أنَّ بين الضحايا أطفالًا ونساءً وشيوخًا".
وشدّد على أنّه "لقد حان الوقتُ لوقفِ مسلسلِ العنف والهدم والقتل، وإقرارِ حلٍّ نهائيٍّ للقضيّةِ الفلسطينيّةِ بعد ثلاث وسبعين سنةٍ من الحروبِ والدمار والمظالم الإسرائيليّة".
ودعا إلى "أننا ندعو إسرائيل إلى الاعترافِ الجِدّيِ والصريحِ بوجود حقوقٍ للشعب الفلسطينيّ، وبأنّه يستحيل عليها أن تعيشَ بسلامٍ من دون القبولِ بدولةٍ فِلسطينيّةٍ قابلةٍ للحياة. فلا سلامَ من دون عدالةٍ، ولا عدالةَ من دون حق".
كما دعا "السلطاتِ في لبنان إلى ضبطِ الحدودِ اللبنانية - الإسرائيليّة ومنعِ استخدامِ الأراضي اللبنانية منصةً لإطلاقِ الصواريخ".
وأضاف: "حذار أن يَتورَّطَ البعضُ مباشرةً أو عبر أطرافٍ رديفةٍ في ما يجري، ويُعرضّون لبنان لحروبٍ جديدةٍ. لقد دَفع اللبنانيّون جميعًا ما يكفي في هذه الصراعات غير المضبوطة. ليس الشعبُ اللبنانيُّ مستعدًّا لأن يُدمِّرَ بلادَه مرّةً أخرى أكثر مما هي مُدمَّرة. يوجد طرقٌ سلميّةٍ للتضامنِ مع الشعبِ الفِلسطيني من دون أن نتورّطَ عسكريًّا. فمن واجب لبنان أن يوالفَ بين الحيادِ الذي يَحفظُ سلامتَه ورسالته، ويلتزم في تأييدِ حقوقِ الشعبِ الفلسطيني".